يبدأ اليوم، 1 يونيو 2025، رسميًا موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي والذي يمتد حتى 30 نوفمبر. وتشير التوقعات إلى موسم نشط فوق المعدل هذا العام، ما يثير قلق العديد من سكان الولايات الشرقية، خاصة نيويورك ونيوجيرسي. في هذا التقرير، نشرح للقارئ العربي الجديد في أمريكا تفاصيل هذا الموسم، العوامل المؤثرة فيه، وتوصيات الاستعداد لمواجهة أي طارئ.
ما هو موسم الأعاصير؟ ولماذا يبدأ في يونيو؟
موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي هو الفترة التي تُسجَّل فيها معظم الأعاصير المدارية، ويبدأ عادة من 1 يونيو حتى 30 نوفمبر كل عام. ويرجع السبب إلى أن حرارة المحيطات ترتفع خلال هذه الفترة، مما يخلق بيئة مناسبة لتكون العواصف.
توقعات موسم 2025
أعلنت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن موسم هذا العام قد يكون نشطًا بشكل أكبر من المعتاد. وتشير التوقعات إلى:
- 13 إلى 19 عاصفة مسماة.
- 6 إلى 10 أعاصير.
- 3 إلى 5 أعاصير شديدة (من الفئة 3 أو أعلى).
ويعود هذا النشاط إلى عدة عوامل مناخية، منها ارتفاع حرارة المحيطات في المناطق الاستوائية، وتوقعات بأن تظل ظاهرة النينيو محايدة خلال الأشهر المقبلة.
ما هو موسم الأعاصير ولماذا يحدث؟
موسم الأعاصير هو الفترة من السنة التي يزداد فيها احتمال تشكّل الأعاصير في المحيط الأطلسي. يبدأ هذا الموسم رسميًا من 1 يونيو وحتى 30 نوفمبر. خلال هذه الشهور، ترتفع حرارة مياه المحيطات، مما يوفّر الطاقة اللازمة لتكوّن العواصف المدارية التي يمكن أن تتحول إلى أعاصير قوية. الأعاصير هي عواصف ضخمة تدور حول مركز منخفض الضغط، وتتميز برياح قوية جدًا وأمطار غزيرة، ويمكن أن تسبب فيضانات وانقطاعات للكهرباء وأضرارًا كبيرة في البنية التحتية.
لماذا تُطلق أسماء على الأعاصير؟ ومن يختارها؟
يتم إطلاق أسماء على الأعاصير لتسهيل متابعتها في وسائل الإعلام، وتجنّب الخلط بينها إذا حدث أكثر من إعصار في نفس الوقت. هذه الأسماء لا تُختار عشوائيًا، بل يتم إعداد قائمة بها مسبقًا من قبل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، ويتم تدويرها كل ست سنوات. وإذا تسبّب إعصار معين في دمار كبير، يتم حذف اسمه من القائمة نهائيًا تكريمًا للضحايا. الأسماء عادةً ما تكون بسيطة وسهلة النطق وتغطي تنوعًا جغرافيًا وثقافيًا.
هل سبق أن تعرضت نيويورك لأعاصير قوية؟
رغم أن نيويورك ليست من المناطق الأكثر تعرضًا للأعاصير مثل ولايات الجنوب، لكنها عرفت بعض الأعاصير المؤثرة. أشهرها كان إعصار “ساندي” عام 2012، والذي ضرب المدينة بقوة وتسبب في فيضانات كبيرة وانقطاع للكهرباء عن ملايين السكان. كما شهدت المدينة تأثرًا جزئيًا بإعصاري “إيدا” عام 2021 و”هنري” في نفس السنة، حيث تسببا في أمطار غزيرة وفيضانات مفاجئة. أما في سنوات أخرى مثل 2017 و2019، فقد مرّ الموسم بسلام على نيويورك دون تأثير يُذكر. لذلك، تبقى الاستعدادات واجبة كل عام حتى لو لم يُسجّل إعصار مباشر.
هل نيويورك ونيوجيرسي في خطر؟
رغم أن الأعاصير تضرب عادة مناطق الجنوب الشرقي، فإن سكان نيويورك ونيوجيرسي ليسوا في مأمن. الأعاصير يمكن أن تتحرك شمالًا وتسبب أضرارًا بالغة مثل الفيضانات والانقطاعات الكهربائية حتى لو لم تضرب بشكل مباشر. ولذلك، يؤكد الخبراء أن عاصفة واحدة فقط قد تكون كافية لإحداث كارثة.
استعدادات السلطات المحلية
في نيويورك:
- إطلاق خدمة تنبيه نصي باسم “333111” يمكن من خلالها للسكان إرسال اسم المقاطعة لتلقي التنبيهات العاجلة.
- توصية باستخدام تطبيق “NotifyNYC” والتسجيل فيه.
- الاحتفاظ بخطة إخلاء ومعرفة أقرب مركز طوارئ.
في نيوجيرسي:
- إطلاق دليل شامل للنجاة من الأعاصير عبر موقع ReadyNJ.gov.
- خط ساخن للمعلومات 2-1-1 مفتوح على مدار الساعة.
- تحفيز السكان على إعداد “حقيبة طوارئ” بها الماء والطعام والمستندات المهمة.
إرشادات مبسطة لكل من يسكن في المناطق المعرضة للخطر
- تأكد من شحن هاتفك والتسجيل في تنبيهات الطوارئ المحلية.
- أعد حقيبة طوارئ بها طعام وماء لمدة 3 أيام، وأدويتك، ومصباح يدوي وراديو يعمل بالبطارية.
- ضع خطة مع عائلتك تشمل مكانًا آمنًا ونقطة التقاء.
- تابع الأخبار والتحديثات الرسمية من NOAA ومركز الأعاصير الوطني.
الوضع الحالي اليوم في 1 يونيو
حتى الآن، لم يتم تسجيل أي أعاصير نشطة في المحيط الأطلسي. ومع ذلك، تحذر السلطات من أن الموسم لا يزال في بدايته، وأي تطورات قد تحدث خلال الأسابيع المقبلة.
وتختتم NOAA تنبيهاتها بجملة مهمة: الاستعداد المسبق يمكن أن ينقذ الأرواح، حتى لو لم تضربك العاصفة مباشرة.
