News tickerالعرب والعالمالولايات المتحدة

بعد إغلاق عدد من البنوك الأمريكية.. هل يتكرر «الكساد الكبير» الذي حدث في الثلاثينات ؟

بمناسبة إغلاق عدد من البنوك في الولايات المتحدة مؤخرًا، يتذكر عدد من المتابعين الكساد الكبير أو الانهيار الكبير أو الكساد العظيم ، وهو كساد اقتصادي عالمي حاد حدث خلال ثلاثينيات القرن العشرين وبداية عقد الأربعينيات انطلاقًا من الولايات المتحدة.

اختلف توقيت الكساد الكبير في جميع أنحاء العالم. في معظم البلدان، بدأ في عام 1929 واستمر حتى أواخر الثلاثينيات. وكان هذا الكساد هو الأطول والأعمق والأكثر انتشارًا في القرن العشرين. ويُعَدُّ أكبر وأشهر الأزمات الاقتصادية في القرن العشرين، ويقول المؤرخون أنها بدأت مع انهيار سوق الأسهم الأمريكية في 29 أكتوبر 1929 والمسمى بالثلاثاء الأسود. ويُستخدم الكساد الكبير بشكل شائع مثالًا على مدى شدة تدهور الاقتصاد العالمي.

بدأ الكساد الكبير في الولايات المتحدة في 4 سبتمبر 1929 بعد الانخفاض الكبير في أسعار الأسهم، وأصبح أخبارًا عالمية مع انهيار سوق الأسهم في 29 أكتوبر 1929، والذي عُرف باسم الثلاثاء الأسود. بين عامي 1929 و1932، انخفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 15%. بالمقارنة، انخفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة تقل عن 1% من عام 2008 إلى عام 2009 خلال فترة الركود العظيم. بدأت بعض الاقتصادات في الانتعاش بحلول منتصف الثلاثينيات. ومع ذلك، استمرت الآثار السلبية للكساد الكبير في العديد من البلدان حتى بداية الحرب العالمية الثانية.

كان تأثير الكساد مدمرًا على كل الدول تقريبًا الفقيرة منها والغنية. انخفض متوسط الدخل الفردي وعائدات الضرائب والأسعار والأرباح، بينما انخفضت التجارة الدولية بأكثر من 50%. ارتفعت نسبة البطالة في الولايات المتحدة إلى 23% وارتفعت في بعض البلدان لتصل إلى 33%. تضررت المدن في جميع أنحاء العالم بشدة، لا سيما تلك التي تعتمد على الصناعات الثقيلة. كما توقفت أعمال البناء تقريبًا في العديد من البلدان. عانت المجتمعات الزراعية والمناطق الريفية من انخفاض أسعار المحاصيل بنحو 60%. في مواجهة انخفاض الطلب مع وجود مصادر بديلة قليلة للوظائف، عانت المناطق التي تعتمد على صناعات القطاع الأولي مثل التعدين وقطع الأشجار أكثر من غيرها.

اقرأ أيضًا  أكثر من 15 ألف مطعم بأمريكا يغلق أبوابه نهائيا بعد 240 مليار دولار خسائر بالقطاع بسبب كورونا

عادة ما يعتبر المؤرخون الاقتصاديون أن العامل المحفز للكساد الكبير هو الانهيار المفاجئ المدمر لأسعار سوق الأسهم الأمريكيةبدءًا من 24 أكتوبر 1929. ومع ذلك، يُجادل البعض في هذا الاستنتاج ويرون أن انهيار البورصة هو أحد نتائج الكساد الكبير وليس سببًا له.

حتى بعد انهيار وول ستريت عام 1929، حين انخفض مؤشر داو جونز الصناعي من 381 إلى 198 نقطة على مدار شهرين، استمر التفاؤل لبعض الوقت. بدأت سوق الأسهم في الصعود في أوائل عام 1930، مع عودة مؤشر داو جونز إلى 294 نقطة (مستويات ما قبل الكساد) في أبريل 1930، قبل أن ينخفض بشكل مطرد لسنوات إلى أدنى مستوى له عند 41 في عام 1932.

في البداية، أنفقت الحكومات والشركات في النصف الأول من عام 1930 أكثر مما أنفقته في الفترة المماثلة من العام السابق. من ناحية أخرى، خَفَّضَ المستهلكون، الذين عانى الكثير منهم خسائر فادحة في البورصة العام السابق، نفقاتهم بنسبة 10%. بالإضافة إلى ذلك، بداية في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي، اجتاح الجفاف الشديد قلب الأراضي الزراعية في الولايات المتحدة.

بحلول منتصف عام 1930 كان الائتمان وفيرًا وبمعدل فائدة قليل، لكن الانكماش المتوقع واستمرار إحجام الناس عن الاقتراض أدى إلى انخفاض الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار. وفي مايو 1930 كانت مبيعات السيارات قد انخفضت إلى ما دون مستويات عام 1928 وبدأت الأسعار في التراجع، إلا أن الرواتب ظلت ثابتة ولكنها لم تصمد طويلًا وانخفضت بدورها في منتصف عام 1931، ثم بدأت دوامة الانكماش عام 1931، واجه المزارعون توقعات أسوأ، فكانت المناطق الزراعيةالأكثر تضررًا بهبوط أسعار السلع عامة. ومن ناحية أخرى كانت الأزمة في مناطق التعدين ومناطق قَطْع الأخشاب بسبب البطالة وعدم وجود فرص عمل بديلة.

كان انكماش الاقتصاد الأمريكي هو العامل في انكماش اقتصاديات الدول الأخرى وفي محاولات محمومة طبقت بعض الدول سياسات وقائية فبدأت الحكومة الأمريكية عام 1930 بفرض تعريفات جمركية حمائية على أكثر من 20,000 صنف مستورد وعُرفت باسم تعريفة سموت هاولي وردّت بعض الدول بفرض تعريفات انتقامية مما زاد من تفاقم انهيار التجارة العالمية، وفي نهاية عام 1930 واصل الانهيار بمعدل ثابت إلى أن وصل إلى القاع بحلول عام 1933، دفع التراجع الاقتصادي التجارة العالمية إلى ثلث مستواها مقارنة بأربع سنوات سابقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
أسعار العقارات في أمريكا تعود إلى ما قبل كورونا 4 مزايا خيالية تعتمد على الذكاء الاصطناعي في هواتف آيفون الجديدة شركة "كيا" تطلق سيارتها الجديدة في أسواق الولايات المتحدة هذا العام احتدام معركة الحملات الانتخابية بين بايدن وترامب في نيويورك دراسة تحذر من الاستخدام المتكرر لزيت القلي.. يتلف الدماغ ترامب يتهم أوباما بـ "البصق في وجه" الأميركيين مصرع 4 أشخاص في حادث طعن بولاية إلينوي الأمريكية نساء نيويورك يحذرن من رجل مجهول يهاجمهن في الشوارع نيويورك تفرض رسوم ازدحام قيمتها 15 دولار في منتصف يونيو علاج سحري للبدانة يتسبب في حالات حمل مفاجيء أمريكا تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن "القطة السوداء" الشرطة تطرد "عاشق رونالدو" من مطعم ميسي في أمريكا.. فيديو ترامب ممنوع من التعليق على قضية "شراء صمت ممثلة إباحية" بأمر المحكمة نيويورك تتصدر قائمة المدن التي تضم أكبر عدد من المليارديرات تحذيرات من زيادة حوادث السيارات في أمريكا يوم 8 أبريل المقبل السلطات الكولومبية تضبط مخدر الكوكايين مخبأ بطرق صادمة على متن سفينة الرئيس المصري يستقبل وفد مجلس النواب الأمريكي توقعات أكثر الدول عرضة لنقص المياه بحلول عام 2050.. معظمها دول عربية إصابة 5 أشخاص في انفجار محطات الصرف الصحي في مصر دراسة أمريكية تحذر من اللجوء إلى الجري والملاكمة للتنفيس عن الغضب