من هم هؤلاء الأطفال؟ وكيف يصلون إلى هذه المراكز؟
وفقاً للبيانات التي حصلت عليها وسائل إعلام استقصائية أميركية، يتعلق الأمر بأطفال ومراهقين تتراوح أعمارهم غالباً بين ١٢ و١٧ عاماً، جرى توقيفهم عند الحدود أو داخل الولايات المتحدة مع آبائهم أو أقاربهم، ثم جرى فصل ملفاتهم وإحالتهم إلى مراكز احتجاز فيدرالية تديرها وزارة الصحة والخدمات الإنسانية عبر «مكتب إعادة توطين اللاجئين» (Office of Refugee Resettlement). كثير من هؤلاء الأطفال من دول أميركا الوسطى مثل غواتيمالا وهندوراس، إضافة إلى أطفال من أميركا الجنوبية ودول أخرى.
في بعض الحالات، يكون الأب أو الأم رهن الاحتجاز الإداري لدى «ICE» في منشأة منفصلة مخصّصة للبالغين، بينما يُنقل الطفل إلى مركز للقُصّر في ولاية أخرى، ما يعني عملياً تفريق الأسرة لأسابيع أو أشهر ريثما يتمّ تحديد مصير كل فرد على حدة.
لماذا يُعدّ هذا الرقم القياسي مثيراً للقلق؟
منظمات حقوقية أميركية، بينها منظمات تُعنى بحقوق الطفل والهجرة، حذّرت من أن ارتفاع عدد الأطفال المُحالين من «ICE» إلى هذه المراكز يرتبط مباشرة بتشديد الإدارة الحالية سياساتها تجاه طالبي اللجوء والمهاجرين غير النظاميين، وبالتوسّع في احتجاز العائلات بدلاً من اللجوء إلى بدائل مجتمعية أقل قسوة.
الخبراء يشيرون إلى أن تجربة الاحتجاز، حتى وإن كانت في مركز «مخصص للأطفال»، تترك آثاراً نفسية عميقة، خصوصاً عندما يكون الطفل قد مرّ أصلاً برحلة خطرة إلى الحدود، ثم وجد نفسه فجأة منفصلاً عن والديه أو أقاربه في بيئة مغلقة شبه سجنية، يخضع فيها لقواعد صارمة ولا يعرف خلالها مصيره القانوني.
خلفية قانونية: ما هو الفرق بين ICE وORR؟
من الناحية الإجرائية، تقوم «ICE» أو «حرس الحدود» أولاً بتوقيف الأسرة على الحدود أو داخل البلاد، ثم تُنقل ملفات الأطفال إلى مكتب إعادة توطين اللاجئين ORR بوزارة الصحة. رسمياً، تُقدَّم هذه المراكز على أنها «ملاجئ مؤقتة» إلى حين العثور على كفيل موثوق من الأقارب أو الأصدقاء داخل الولايات المتحدة، أو إلى حين البتّ في ملف اللجوء أو الترحيل.
لكن المنظمات الحقوقية ترى أن تفويض «ICE» بإحالة هذا العدد الكبير من الأطفال إلى ORR يجعل هذه الملاجئ جزءاً من منظومة الردع والهجرة القسرية، ويحوّلها عملياً إلى امتداد لمنظومة الاحتجاز، خاصة عندما تطول فترات البقاء داخلها وتزداد القيود على التواصل مع العائلة والمحامين.
ماذا يعني ذلك للعائلات العربية والمهاجرين الجدد؟
بالنسبة للجاليات العربية في الولايات المتحدة، يحمل هذا التطوّر رسالة تحذيرية واضحة: أي احتكاك مع منظومة الهجرة – سواء عبر عبور غير نظامي للحدود أو مخالفة شروط التأشيرة – يمكن أن يعرّض الأطفال لخطر الإحالة إلى نظام الاحتجاز الفيدرالي بعيداً عن ذويهم.
محامو الهجرة ينصحون الأسر التي لديها وضع قانوني معقّد أو ملفات لجوء عالقة بأن تحتفظ دائماً بمعلومات محامي موثوق وأن تضع خطة طوارئ داخل الأسرة تحدد من يتولى رعاية الأطفال في حال تعرّض أحد الوالدين للتوقيف، مع أهمية الاحتفاظ بنسخ من الوثائق المهمة في مكان آمن يمكن الوصول إليه بسرعة.






