وكالات
خلال أيام تستضيف مصر أسرة أمريكية من أجل زيارة الأهرامات والمعالم السياحية والتمتع بالقاهرة ولكن وسط ظروف خاصة ومؤثرة.
وتبدأ تفاصيل القصة عن الشاب الأمريكي داستن فيتال الذي كتب مقالا نُشر في مجلة “نيوزويك” الأمريكية وسرد فيه كيف أنه قام ببيع شرائح اللحم بالجبن من أجل جمع تكاليف رحلة لوالدته المريضة بالسرطان إلى مصر.
وقال فيتال إن والدته لطالما كانت تحب مصر وظلت رحلتها إلى القاهرة على رأس قائمة أمنياتها التي ترغب في تحقيقها خاصة أنهاوظلت تعمل طوال حياتها حتى إنها لم تكن تحصل على أي إجازات، ولم تغادر الولايات المتحدة مطلقاً.
وأضاف: “بدأت أمي تعاني من آلام شديدة في يوليو 2020، لكنها لم تخبر أحداً، ولكن ظلت الآلام مستمرة إلى درجة أصبح فيها الأمر لا يُحتمل، وفي أغسطس اضطررنا إلى نقلها إلى المستشفى”.
وأوضح أن علم بعد ذلك أن أمه التي عملت كأخصائية تغذية لـ41 عاما، مصابة بالسرطان، وللأسف كانت في المرحلة الرابعة غير القابلة للعلاجJ وأكد له الأطباء أن والدته أمامها عامين على الأكثر في الحياة.
بعدها فكر فيتال في طريقة لجمع الأموال من أجل تحقيق حلم والدته الأخير في الحياة وهو زيارة مصرK وبدأ الشاب الأمريكي في منتصف فبراير الماضي، ببيع شرائح اللحم بالجبن، حيث يجتمع هو وزوجته وعدد قليل من أفراد عائلته يومي السبت والأحد من كل أسبوع لإعدادها، ثم يأتي الناس للشراء.
وتمكن فيتال الذي نشأ في فيلادلفيا من بيع 94 وجبة وجمع 2000 دولار في اليوم الأول فقط بما في ذلك بعض التبرعات التي تلقاها، وكان هدفه هو جمع 4800 دولار لرحلة والدته الأخيرة.
ونجح الشاب الأمريكي في بيع 1500 وجبة في خلال 16 يوماً، وجمع حتى الآن ما يقرب من 19800 دولار من هدفه الجديد البالغ 23 ألف دولار، وهو المبلغ اللازم لتغطية نفقات تذاكر الرحلة الجوية والإقامة في الفنادق، والانتقالات، والتأشيرات، واختبارات كورونا، لجميع أفراد الأسرة البالغ عددهم 14 الذين يذهبون في الرحلة، وذلك لأن والدته أرادت وجود الجميع معها.
وأشار فيتال إلى أن الرحلة إلى مصر ستبدأ في 7 مايو الجاري، وتستمر لمدة أسبوع، حيث سيقضون الليالي الثلاث الأولى في فندق بجوار الأهرامات في الجيزة، كما نظمت لهم شركة سياحية إقامة في منتجع على البحر الأحمر لمدة يومين آخرين، وسيقومون بقضاء باقي الوقت في القاهرة.
ويقول فيتال إن والدته متحمسة جداً للرحلة، ولكنها كانت قلقة في البداية لأنها ستكون على متن طائرة لمدة 11 ساعة، معرباً عن أمله في أن تمر الرحلة بسلام دون أن تشعر بأي آلام أثناء وجودها في مصر.
واختتم فيتال مقاله قائلاً: “آمل أن تقدم لنا هذه العطلة ذكريات يمكننا الاحتفاظ بها إلى الأبد، فأنا أرى هذه الرحلة باعتبارها هدية لي أيضاً، فهذه اللحظات وهذا الوقت الثمين معها هو ما سأتذكره إلى الأبد.. أنتظر رؤيتها تبتسم عندما ترى الأهرامات لأول مرة.. هذه هي المرأة التي أعطتني الحياة، والآن يمكنني أن أمنحها القليل من الحياة التي لطالما أرادتها”.