إكرام الميت دفنه.. لكن هذا الاكرام أصبح يختلف باختلاف الظروف الصحية التى تمر بها دول العالم، وعلى رأسها جائحة كورونا التى تسببت بوفاة 1.339 مليون شخصا فى العالم، وأصيب أكثر من 55,614 مليون شخصا بالعالم بفيروس كورونا المستجد، تعافى منهم 35,645,800 على الأقل حتى اليوم، لذا لجأت بعض الدول إلى التفكير بطرق بديلة لدفن الموتى والتخلص من الجثث.
تذويب الجثة
تعتبر هولندا على رأس الدول التى فكرت فى طرق أخرى غير دفن الموتى فى المقابر، حيث أعلن مجلس الصحة الهولندى، توفير خيار جديد للسكان، حول حريتهم فيما يريدون فعله بأجسادهم بعد الموت، فى ظل ظروف معينة، حيث سيتمكن المواطنون من اختيار وضع جسدهم فى سائل كيميائى يؤدى إلى تحلله بعد الوفاة كبديل للحرق أو الدفن.
وقالت كايسا أولونجرن، وزيرة الشؤون الداخلية فى هولندا، إن هذا الخيار سيكون قانونيًا وستسمح به الحكومة قريبًا، وذلك من خلال التحلل المائى القلوى، حيث يذوب الجسم بعد الموت فى سائل كيميائى ساخن.
وهذه الطريقة ليست جديدة لكنها مستخدمة فى عدد من الدول حول العالم من بينها كندا وأستراليا وبعض الولايات الأمريكية.
وأشارت الوزيرة إلى أنه فى مايو من هذا العام، نصح مجلس الصحة فى هولندا يإضافة خيار التحلل القلوى إلى خيارات الجنائز ووصفها بأنها طريقة آمنة وكريمة ومستدامة.
وأضاف أولونجرن، شغلت فكرة التحلل القلوى اهتمام منظمات الجنائز والبرلمان بل، وحتى المواطنين الهولنديين لسنوات، وسيتمكن الناس قريبًا من اختيار هذا الشكل الجديد من خدمات الجنائز بعد السماح به فى القانون.
وكانت آخر مرة تم إضافة خيارات جديدة تتعلق بالجنائز في هولندا فى عام 1955 عندما سمح القانون بخيار حرق الجسد بعد الموت.
ويوجد فى هولندا أربعة خيارات للجنازة فى الوقت الحالى، هى: الدفن أو الحرق أو الإلقاء فى البحر أو وهب الجسد للتجارب العلمية أو تحويل الجثث لسماد.
سماد عضوى من جثث الموتى
بينما اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية طريقا آخر للتخلص من جثث الموتى ، حيث وقع حاكم ولاية واشنطن جاي إنسلي تشريعا يجعل من واشنطن أول ولاية تسمح باستخدام الجثث في صناعة سماد عضوي كبديل لدفن أو حرق الجثث البشرية.
ويسمح التشريع الجديد بإعادة تشكيل الرفات البشرية عن طريق عملية لتسريع تحلل الجسم وتحويله إلى تربة مشبعة بالمغذيات يمكن إعادتها لاحقا إلى أقارب الميت.
وستسمح هذه العملية للمؤسسات المختصة بدفن الموتى بتقديم “الاختزال العضوى الطبيعى”، والذى يحول الجسم الممزوج بمواد كرقائق الخشب والبرسيم إلى تربة فى غضون عدة أسابيع.
وتشبه عملية تحويل الجثث البشرية إلى سماد عملية تكوّن السماد التقليدى، فالجسم يُترك ليتحلل إلى مواد عضوية إلى جانب رقائق الخشب أو القش.
وفى بعض الأحيان يتمّ سحب الهواء إلى داخل حجرة لمساعدة الميكروبات على تسريع عملية التحلل، وفى غضون 4 أسابيع لا يبقى إلا السماد.
نورا مينكين، المديرة التنفيذية لجمعية الشعب التذكارية في سياتل، والتي تساعد الناس على التخطيط للجنازات، قالت: “هذه العملية تعطي معنى وأهمية لأجسامنا بعد الموت”.
ويعتبر أنصار هذا التشريع أن عملية تحويل رفات الموتى إلى سماد عضوي هي بديل صديق للبيئة وأهم بكثير من عملية حرق الجثث، التي تفرز ثاني أكسيد الكربون والجزيئات في الهواء وأهم أيضا من عمليات الدفن التقليدي التي تأخذ مساحات واسعة من الأراضي وكذا التوابيت التي يصعب التخلص منها.
واعتبر النائب الديمقراطي جيمي بيدرسن الذي قدم مشروع القانون أنّ طريقة التخلص من الجثث بهذه الطريقة ستكون في صالح المواطنين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الجنازات العادية أو لا يعتبرون حرق الجثث وسيلة مناسبة ومريحة، فالعملية أرخص من الجنازة التي قد تصل تكاليفها إلى 7 آلاف دولار.
حرق المتوفى
يؤمن الهندوس أن الميت يكرم بحرق جثمانه، وذلك فى احتفال كبير يوضع فيه الجثمان على عربة تغطيها الزهور وتجرها الخيول للمكان المخصص للحرق، حيث تغطى بالأغصان الجافة لتسهيل الاشتعال، ويغسل الميت بماء الورد ويلف بثوب محاط بأطواق الورد، وبعد انتهاء عملية الحرق يجمع الرماد المتبقى فى إناء، ينثره أهله فوق مياه نهر الغانج، لما له من قدسية لديهم، تهميداً لـ”تناسخ روحه”.
جثة المتوفى طعام للطيور
وفقا لطقوس الديانة الزرادشتية، تقوم جماعات البارسى، إحدى أكبر الجماعات الدينية فى جنوب شرق أسيا وخاصة فى فى مدينة مومباى الهندية، حيث يقوموا بتنظيف جثمان المتوفى “تغسيله”، ووضعه فى غطاء على أبراج أحد المعابد الدينية، ووضعها بدون غطاء على أبراج المعابد الدينية، ونفس الشىء يحدث فى قبيلة “كلاش” فى باكستان، حيث تترك جثث الموتى بعد وضعها فى توابيت مفتوحة، فى الهواء الطلق لتصبح طعامًا للطيور والحيوانات، والأمر ذاته فى الجرز الموجودة شمال غرب المحيط الهادئ من ساحل أمريكا الشمالية يمارس السكان الأصليون لهذه الجزر نفس الشيء، وهو قيامهم بحفر حفرة لجثة الميت بدون دفن أو حرق، وتركها لتصبح طعامًا للحيوانات.
الدفن فى توابيت الجبال
من طقوس قبيلة إيجوروت فى الفلبين، وضع جثمان المتوفى فى تابوت ووضعه على قمة جبال عالِ، وذلك لاعتقادهم أن ذلك يشكل احتراما للمتوفى وتقديسا للموت، بعيدًا عن الحرق أو أى طريقة أخرى، كما يعتقدوا أن هذه الطريقة تجعل روح المتوفى حرة طليقة وتذهب إلى السَّماء دون أىِ عائق، وكانت تمارس القبائل الصينية القديمة هذا الطقس.
الدفن على أغصان الشجر
وهو طقس لدى سكان أستراليا الأصليين المعروفين بـ”الأبوريجين”، حيث توضع الجثث على أغصان الأشجار العالية وبعد أن تتحلل الجثة يجمعون العظام الباقية، ويقومون بصباغة العظام ويستخدمونها كقلائد، أو يضعونها على جدران المنازل.
فى قرية جنوب سولاويزى الجبلية فى إندونيسيا يقوم سكان هذه القرية بدفن الأطفال الرضع الذين يموتون قبل ظهور أسنانهم فى الأشجار، حيث يقومون بنحت جذوع الأشجار، ودفن الأطفال فيها، بالإضافة إلى أنهم يقومون بإخراج هذه الجثث مرة كل ثلاث سنوات، وتغيير ملابسها، والطواف بها حول القرية.
تغيير أكفان المتوفى
شعب المارينا فى مدغشقر: يعتبر من أغرب الشعوب، حيث يتم استخراج جثث الأجداد والآباء المتوفين، بين شهرى مايو وسبتمبر، لتزيينهم وتغيير الأكفان بأخرى جديدة، وربما يجردونهم من أكفانهم ويلبسونهم ملابس جديدة، ليتمكنوا من حضور مناسبات أحفادهم أو أولادهم المؤجلة، لتكون المحصلة النهائية؛ أن الميت يتم دفنه 9 أشهر، ويقضى 3 أشهر الباقية وسط أهله وأسرته.