حذر وزير الخارجية أنتوني بلينكن في قمة للديمقراطية بالعاصمة سيول، من التأثير السلبي للتكنولوجيا على الديمقراطية حول العالم، إذ أنها تعين الأنظمة الاستبدادية على تقويض الديمقراطية وحقوق الإنسان.
كان بلينكن يتحدث في المؤتمر الوزاري للقمة الثالثة للديمقراطية، وهي مبادرة تقودها الولايات المتحدة عقدت في سيول هذا العام.
وقال بلينكن: “تنشيط الديمقراطية سيتطلب منا أيضاً تشكيل المستقبل التكنولوجي، بحيث يكون شاملاً ويحترم الحقوق، وموجهاً نحو دفع التقدم في حياة الناس”.
وأضاف: “بينما تقوم الأنظمة الاستبدادية والقمعية بنشر التكنولوجيات لتقويض الديمقراطية وحقوق الإنسان، فإننا بحاجة إلى ضمان أن التكنولوجيا تدعم وتعزز القيم والأعراف الديمقراطية”.
وشدد بلينكن على أنه يتعين استخدام التكنولوجيا للحفاظ على المعايير الديمقراطية في مواجهة جهود الأنظمة الاستبدادية والقمعية لنشر التكنولوجيا بهدف تقويض الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد اقترح لأول مرة فكرة عقد قمة للديمقراطية خلال حملته الانتخابية لعام 2020، ودعا الولايات المتحدة والحلفاء ذوي التفكير المماثل إلى أن يظهروا للعالم أن “الديمقراطيات تخدم المجتمعات بشكل أفضل من الأنظمة الاستبدادية”.
والتقى بلينكن، الاثنين، أيضاً بنظيره الكوري الجنوبي تشو تاي يول والرئيس يون سوك يول لإجراء محادثات بشأن كوريا الشمالية والتحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، بحسب الحكومة الكورية الجنوبية.
من جهته، قال الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول اليوم، إن الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية تشكل تهديداً للديمقراطية.
وفي حديثه، في افتتاح قمة الديمقراطية، قال يون إن الدول عليها التزام بضرورة تبادل الخبرات والمعرفة حتى يتسنى استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا لتعزيز الديمقراطية.
وأضاف يون أن التفاوت التكنولوجي بين الدول يمثل تحدياً كبيراً، واصفاً إياه بأنه مثال صارخ لكيفية تخلف بعض الدول فيما يتعلق بالرخاء الاقتصادي وعدم إحرازها لتقدم في مجال الديمقراطية.
وقال يون “الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة القائمة على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية لا تنتهك الحرية الفردية وحقوق الإنسان فحسب، بل تهدد الأنظمة الديمقراطية أيضا”.
وتستضيف كوريا الجنوبية المؤتمر الثالث لقمة الديمقراطية، ومن المتوقع أن تكون قضيتا التهديدات الرقمية للديمقراطية وكيف يمكن للتكنولوجيا تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان العالمية على جدول الأعمال الرئيسي للاجتماعات التي تستمر على مدى ثلاثة أيام.
من جهتها، قالت فيرا جوروفا نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية لشؤون القيم والشفافية في مداخلتها خلال هذه القمة، إن عام 2024 هو عام الانتخابات في جميع أنحاء العالم، وأشارت إلى تهديدات مثل حملات التضليل من الكرملين وغيره من الجهات. يذكر أن الكرملين نفى مراراً الاتهامات بنشر معلومات كاذبة أو مضللة.