قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الإثنين إن الولايات المتحدة صنفت الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية، لتكون تلك المرة الأولى التي تصنف فيها واشنطن رسميا قوة عسكرية في بلد آخر جماعة إرهابية.
وحسب “رويترز” أضاف ترامب إن “أمريكا ستواصل زيادة الضغط المالي على إيران “لدعمها للأنشطة الإرهابية”.
وقال الرئيس الأمريكي إن “الحرس الثوري يشارك بفاعلية في تمويل ودعم الإرهاب باعتباره أداة من أدوات الدولة”.
ويحذر منتقدون من أن تلك الخطوة قد تجعل مسؤولي الجيش والمخابرات الأمريكيين عرضة لإجراءات مماثلة من جانب حكومات غير صديقة. وكانت الولايات المتحدة أدرجت بالفعل عشرات الكيانات والأشخاص على قوائم سوداء لانتمائهم للحرس الثوري، لكنها لم تدرج القوة بأكملها على تلك القوائم.
وحذر قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري، الولايات المتحدة الأميركية من أن جيشها لن ينعم بالهدوء في منطقة غرب آسيا، في حال أدرجت الحرس على قائمة الإرهاب.
ونقلت وكالة “فارس” عن جعفري، أمس الأحد، قوله “إذا ارتكبت الولايات المتحدة مثل هذه الحماقة [إدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب الأميركية] فلن تنعم بالأمن والهدوء في منطقة غرب آسيا بعد الآن”.
وأضاف قائد الحرس الثوري: “إذا قام الأميركيون بذلك وعرضوا أمننا القومي للخطر، فسنتعامل بالمثل، ونضع التدابير المضادة على جدول أعمال الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن غالبية النواب الإيرانيين قولهم أمس الأحد إن طهران سترد بالمثل إذا صنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري منظمة إرهابية.
ونقلت الوكالة عن بيان أصدره 255 من نواب البرلمان الإيراني البالغ عددهم 290 “سنرد بالمثل على أي إجراء يُتخذ ضد هذه القوة… سيندم زعماء أمريكا الذين يصنعون ويساندون الإرهابيين في منطقة (الشرق الأوسط) على هذا التصرف غير الملائم والأخرق”.
وأعلن منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية، ناثان سايلز، اليوم الإثنين، في مؤتمر صحفي، أن إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية لا يعني فرض حظر على قنوات الاتصال معهم من قبل الدبلوماسيين الأمريكيين.
وقال ردا على سؤال حول ما إذا كانت الاتصالات مع الحرس الثوري الإيراني ممكنة في حالة، على سبيل المثال، وقوع مواطنين أمريكيين كرهائن “لن تشمل هذه الإجراءات دبلوماسيتنا (العلاقات الدبلوماسية مع الحرس الثوري)”.
وتحدثت مجلة “التايم” عن تداعيات هذا التصنيف على الحرس، الذي يمتلك نفوذًا وتأثيرًا كبيرين في إيران، حيث أشارت إلى أن “تأثير العقوبات الأميركية قد يكون محدودًا، لكنه يعقّد الوضع بالنسبة إلى العمل العسكري والدبلوماسي الأميركي، لا سيما في العراق، حيث يرتبط العديد من الميليشيات الشيعية والأحزاب السياسية العراقية بعلاقات وثيقة مع الحرس الثوري، وفي لبنان سيحدّ التصنيف أكثر ممَّن لا تتفاعل واشنطن معهم، فالحرس لديه علاقات وثيقة مع حزب الله، الذي هو جزء من الحكومة اللبنانية، والمصنف على لائحة الإرهاب أميركيًا، ورغم وجوده في البرلمان اللبناني والسلطة التنفيذية، إلا أن الولايات المتحدة تتجنب أي تواصل مع أعضاء حزب الله، رغم استمرارها في تقديم المساعدة إلى الجيش اللبناني والعمل معه.
وقالت الصحيفة: “من غير تقديم استثناءات أو التخلي عن التصنيف، فإنه يمكن منع القوات والدبلوماسيين الأميركيين من الاتصال بالسلطات العراقية أو اللبنانية التي تتفاعل مع مسؤولي الحرس أو الوكلاء”.
وبحسب “التايم”، توقع مسؤولان أميركيان صدور تحذير من وزارة الخارجية حول احتمال قيام إيران بتنفيذ أعمال انتقامية ضد المصالح الأميركية، بما في ذلك السفارات والقنصليات، إضافة إلى الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة.