أعلن مسؤولو الصحة العامة في ولاية واشنطن عن أول تفشٍ معروف للفطر القاتل “كانديدا أوريس” (Candida auris)، والذي يعرف بمقاومته الشديدة للأدوية وقدرته على التسبب بعدوى خطيرة، خاصة في المرافق الصحية. تم تشخيص أربع حالات في الشهر الماضي مرتبطة بمستشفى كيندريد سياتل-فيرست هيل، وهو مستشفى للرعاية الطويلة الأمد، حيث يُعتقد أن اثنتين من هذه الحالات قد اكتسبتا العدوى داخل المستشفى، بينما لا يزال مصدر العدوى للحالتين الأخريين قيد التحقيق، ولم تُبلغ عن وفيات مرتبطة بهذا التفشي حتى الآن.
تعتبر عدوى “كانديدا أوريس” تهديداً عاماً للصحة، وقد انتشرت بوتيرة مقلقة خلال جائحة كورونا، حيث تم الإبلاغ عنها لأول مرة في الولايات المتحدة في عام 2016. تُظهر الدراسات أن نسب الوفيات من جراء العدوى الغازية لهذا الفطر قد تصل إلى ما بين 30% إلى 40%. يعتبر الأشخاص المقيمون في مرافق الرعاية الطويلة الأمد الأكثر عرضة للخطر بسبب حالتهم الصحية الشديدة واعتمادهم على أجهزة طبية مثل القسطرة أو أنابيب التنفس.
تم اكتشاف “كانديدا أوريس” لأول مرة في اليابان عام 2009، ويمكن أن ينتشر الفطر من خلال الانتقال من شخص لآخر أو عن طريق الاتصال بالأسطح الملوثة. الأشخاص الأصحاء عمومًا ليسوا معرضين لخطر الإصابة بعدوى “كانديدا أوريس”، لكن الأفراد ذوي الجهاز المناعي الضعيف، مثل كبار السن أو المرضى المقيمين في المستشفيات الذين لديهم خطوط أو أنابيب في أجسادهم، يواجهون خطر الإصابة بعدوى صعبة العلاج.
للوقاية من انتشار “كانديدا أوريس”، يوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بأن يقوم أفراد الأسرة والمخالطين، بالإضافة إلى موظفي الرعاية الصحية وموظفي المختبرات، بتعقيم أيديهم بشكل بشكل صحيح واتباع إجراءات التطهير الخاصة لغرف المرضى والإبلاغ السريع عن أي حالات إلى إدارات الصحة العامة.
تتضمن التوصيات الإضافية للمرافق الصحية تنفيذ برامج فحص منتظمة للكشف المبكر عن “كانديدا أوريس” وغيرها من الكائنات المقاومة للأدوية، مع تركيز خاص على المرضى الذين تم نقلهم من مستشفى كيندريد سياتل-فيرست هيل أو الذين تم إدخالهم إليه منذ أكتوبر 2023. يوصى أيضًا بأن تفكر المرافق الصحية في توسيع نطاق الفحص ليشمل المرضى الذين تم إدخالهم إلى المستشفى منذ يونيو 2023، وهو موعد إجراء آخر فحص شامل للمنشأة.
يُذكر أن “كانديدا أوريس” قد أثار قلقاً عالميًا بسبب معدلات الوفاة العالية المرتبطة بالعدوى الغازية، والتي يمكن أن تصل إلى أكثر من 45% في الثلاثين يومًا الأولى بعد الإصابة. يُعد الأشخاص المقيمون في مرافق الرعاية الطويلة الأمد الأكثر عرضة للخطر، خاصةً الذين يعانون من أمراض شديدة ويعتمدون على الأجهزة الطبية مثل القسطرة أو أنابيب التنفس.
تُعتبر هذه الحالات في ولاية واشنطن جزءًا من اتجاه متزايد للإبلاغ عن حالات “كانديدا أوريس” في الولايات المتحدة، مما يدعو إلى تكثيف الجهود للسيطرة على انتشار هذا الفطر الخطير وتعزيز ممارسات الوقاية والسيطرة على العدوى داخل المرافق الصحية.
