ظهرت أول صورة يتم التقاطها لجسم غريب، انتشر خبره طوال الأسبوع الماضي، بعد أن اكتشفه عالم الفلك الأوكراني Gennady Borisov قادما في 30 أغسطس الماضي من جوف الفضاء البعيد نحو المريخ، وسريعا ألمح عدد من العلماء بأن “الجسم” الذي التقط صورته الأحد الماضي مرصد Gemini Observatory المتواجد تليسكوبيا في هاواي بالولايات المتحدة والتشيلي معا، هو من خارج النظام الشمسي.
أما عن معرفة هجرته من مكان خارج المجموعة الشمسية، فتم “لأنه يتبع مسارا شديد الانحناء ويتحرك في اتجاه الشمس بسرعة عالية جدا، تزيد عن 149 ألف كيلومتر بالساعة، مما يشير أيضا الى أنه سيرحل ويعود إلى الفضاء النجمي فيما بعد” طبقا لما نقلت الوكالات سابقا عن David Farnokia عالم الفلك في “ناسا” الأميركية.
ومنذ عامين وصل أول زائر من الفضاء النجمي الى المجموعة الشمسية، وهو الشبيه بسيجار، فبقي أسبوعا ثم اختفى له كل أثر
مثله أيضا صرحت مواطنته Karen Meech عالمة الفلك في “جامعة هاواي” بقولها إن جميع أفراد فريقها “مقتنعون 100% بأنه من خارج المجموعة الشمسية” وأن المذنّب، وهو مزيج من الجليد والغبار، سيصل الى أقرب نقطة من الشمس في 8 ديسمبر المقبل، ليصبح بعيدا 300 مليون كيلومتر عن الأرض، لذلك فمن الممكن أن يكون C/2019 Q4 ثاني “ضيف” من الفضاء النجمي يتم رصده بعد الذي ظهر لأسبوع واحد شبيها في 2017 بالسيجار ثم اختفى، وهو Oumuamua الذي اعتقد عدد من العلماء بأنه مركبة فضائية زارت المجموعة الشمسية، ثم اعتبره بعض منهم جسما عاديا، وبقي آخرون على اعتقادهم.
إلا أن الزائر الجديد بعكس “أومواموا” لأنه سيبقى قرب مدار “الكوكب الأحمر” لعام تقريبا، وخلاله قد يتمكن العلماء من التعرف الى خصائصه الكيميائية والى مزيد من الأدلة بشأن مصدره، ومن أين جاء بالتحديد، وفقا لما تلخص “العربية.نت” ما نقلته الوكالات بشأنه، علما أن عددا من العلماء ليسوا متأكدين تماما أن “الجسم” هو مذنّب، بل شيء آخر “متجول بين النجوم” لا يعرفون طبيعته بعد، مع أن الصورة توضح بأن له ذيل من الغبار ناتج عن انعكاس ضوء الشمس عليه.
وهناك أمر هام عن C/2019 Q4 أشار اليه محلل للشؤون الفضائية، هو Lembit Opik الذي ذكر لصحيفة “الصن” البريطانية، من أن “الزائر” الذي نلحظ في الفيديو المرفق سرعته الهائلة كما لمحها الراصدون، يثبت كم من السهل العبور من جوف الفضاء النجمي والوصول الى المجموعة الشمسية، وهو ما يؤكد أمرين مهمين برأيه: الأول، أن السفر بين النجوم ممكن، وأن بامكان البشر استخدام الأجسام المتجولة بينها للسفر على متونها الى مواقع في الفضاء غير مكتشفة بعد.
أما الثاني “فهو أن أنواع الحياة يمكن نقلها الى كل أنحاء الكون والفضاء. سواء بكتيريا، أو جزيئات من أنوع حية مختلفة” في إشارة تستنتج “العربية.نت” منها، أن الحياة التي تنشأ في مكان ما بالكون يمكن أن تتطور في غيره “وهو ما قد يؤدي الى حل اللغز المحيط بأصل الحياة ومصدرها نفسه” كما قال.