أعلن الرئيس دونالد ترامب مبكرا فوزه في الانتخابات الأمريكية، في لحظة كان الكثير من الأصوات في ولايات رئيسية لم يتم فرزه بعد، وقدّم مزاعم عن تزوير في أصوات الناخبين لكن من دون تقديم دليل.
وردّ منافسه الديمقراطي جو بايدن: “لا أنا ولا ترامب في موقع يؤهله لإعلان الفائز في هذه الانتخابات، فهذا حق الناخبين”.
وقامت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» باستقصاء للحقائق بشأن ما قاله الرئيس ترامب في خطابه الذي ألقاه من البيت الأبيض في ليلة الانتخابات، وجاء كما يلي :
يقول ترامب: “لقد فزنا بالفعل”
ادعى الرئيس ترامب أنه فاز فعلياً في الانتخابات الأمريكية على الرغم من أن هناك العديد من الأصوات التي لم يكتمل عدّها بعد، والتي يمكنها قلب المعادلة في الولايات المتنافس عليها.
وقال “كنا نستعد للفوز في هذه الانتخابات. وبصراحة، لقد فزنا فيها”.
لكن، في الوقت الذي تحدث فيه، لم تكن نتائج الولايات المتصارع عليها بشدة، قد أعلنت بعد، بما في ذلك جورجيا وويسكونسن وبنسلفانيا وميشيغان، لا سيما بطاقات الاقتراع البريدية والأصوات التي تم الإدلاء بها في المراكز الحضرية التي تفضل المرشح الديمقراطي عادة، والتي كانت لا تزال قيد الفرز والعدّ.
كانت ولاية بنسلفانيا على وجه الخصوص محل نزاع حاد، مع ارتفاع نسبة المشاركة ووجود عدد كبير من بطاقات الاقتراع البريدية. ومن المتوقع أن يستمر فرز الأصوات فيها لعدة أيام.
وقال ترامب: “الأهم من كل ذلك أننا نفوز بعدد هائل من الأصوات في ولاية بنسلفانيا”. “نحن نأتي إلى مناطق جيدة في بنسلفانيا، حيث تصادف أن سكانها يحبون رئيسهم”.
وفي الوقت الذي كان الرئيس ترامب يلقى خطابه كان هناك بالفعل تقدم بصالحه بشكل كبير في ولاية بنسلفانيا ، ولكن، لم يكن قد تم فرز إلا نصف الأصوات فقط في فيلادلفيا، أكبر مدينة تميل للديمقراطي بايدن.
وكانت الصورة هي نفسها في ولايتي الغرب الأوسط، ميشيغان وويسكونسن، اللتين لم يكن يُعرف حينها أين تميل الكفة فيها بين المرشحين.
قال ترامب: “إننا نفوز في ميشيغان وويسكونسن”.
في الوقت الذي قال الرئيس هذا الكلام، لم يكن العدّ قد انتهى في ديترويت، أكبر مدينة في ولاية ميشيغان”.
وفي ولاية ويسكونسن، أبلغت مدينة ميلووكي التي تميل نحو الديمقراطيين، بعد خطاب ترامب، عن فرز عدد كبير من الأصوات، مما أدى إلى تحول الولاية لصالح بايدن.
ترامب: “الديمقراطيون قالوا سنلجأ إلى المحكمة”
قال الرئيس ترامب في خطابه إنه سيلجأ إلى المحكمة العليا الأمريكية، كما قال عن الديمقراطيين: “كانوا يعلمون أنهم لا يستطيعون الفوز ، لذلك قالوا دعونا نلجأ إلى المحكمة”.
خلال الحملة الانتخابية، كان الرئيس ترامب مؤيداً بشدة لرفع دعوى قضائية. وقد تحدث في تجمع حاشد في نورث كارولينا يوم الأحد قائلاً: “حالما تنتهي الانتخابات، سنلجأ للقضاء مع محامينا”.
وعلى النقيض، لم يتحدث بايدن خلال حملته الانتخابية عن أي استخدام للمحامين في أعقاب الانتخابات، لكنه مثل ترامب، لديه فريق قانوني على أهبة الاستعداد بقيادة مستشار البيت الأبيض السابق بوب باور، وقد قام الفريق بحملة لجمع أموال تبرعات تحسباً لمعركة قانونية مطولة.
ووفقاً لمشروع “ستاندفورد-إم آي تي لأجل انتخابات صحية”، كانت هناك بالفعل 437 دعوى قضائية متعلقة بالانتخابات في الفترة التي سبقت الانتخابات.وقد لجأ إلى هذه الإجراءات القانونية، وبعضها مازال النظر فيه متواصلا، كل من الديمقراطيين والجمهوريين معا.
ترامب: “هذا احتيال على الرأي العام الأمريكي”
أدلى الرئيس بهذا الادعاء أيضاً بخصوص الانتخابات خلال خطابه قائلاً: “سنلجأ إلى المحكمة العليا الأمريكية. نريد أن تتوقف عملية التصويت كلها”.
بيد أنه، في الوقت الذي تحدث فيه الرئيس، كان هناك الملايين من الأصوات المشروعة في الولايات المتصارع عليها، التي ظلت غير محسوبة والتي من المحتمل أن تغير الكفة في نتائج الانتخابات.
وبشأن الزعم بوقوع تزوير، لم يقدم الرئيس ترامب أي أمثلة محددة، وأظهرت الدراسات التي أجريت على الانتخابات السابقة أن تزوير أصوات الناخبين أمر نادر جداً.
لقد ادعى ترامب مراراً أن بطاقات الاقتراع البريدية التي تُستخدم على نطاق واسع هذه المرة بسبب الوباء، عرضة للتزوير على بشكل كبير؛ إلا أن الحقيقة ليست كذلك وكنا قد بحثنا ودققنا في هذه الادعاءات أيضاً سابقاً.
والشكاوى الأخرى الوحيدة حول الاحتيال التي رأيناها في هذه الانتخابات كانت مجرد شائعات نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ولا أساس لها من الصحة.
وفي أواخر سبتمبر/أيلول، قال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي، إنهم لم يروا “أي نوع من جهود تزوير منسقة لأصوات الناخبين على المستوى الوطني في انتخابات كبرى”.
