الولايات المتحدة

اتفاق في مجلس الشيوخ يمهّد لإنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي

توصل قادة الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إطار اتفاق تمويلي يفتح الطريق لإنهاء الإغلاق الحكومي الفيدرالي الذي دخل يومه الأربعين، وهو الأطول في تاريخ الولايات المتحدة. يهدف الاتفاق إلى إعادة فتح الوكالات الحكومية تدريجياً فور استكمال المسار التشريعي في المجلسين وتوقيعه من الرئيس.

جوهر الاتفاق

يقوم التفاهم على تمرير «قرار استمرار التمويل» (Continuing Resolution) لفترة محدودة تمتد حتى مطلع العام المقبل، مع إدراج استثناءات تقنية محدودة لتأمين بنود حيوية لا تتحمل التعطيل مثل رواتب الموظفين والخدمات الأساسية. ويتوازى ذلك مع دفع حِزم إنفاق جزئية لوزارات جاهزة لإقرار موازناتها من دون تأخير.

الخطوات الإجرائية قبل دخوله حيّز التنفيذ

يحتاج مجلس الشيوخ أولاً إلى تجاوز العرقلة الإجرائية المعروفة بـ«التعطيل» (filibuster) عبر تصويت عتبة، ثم التصويت النهائي البسيط. بعد ذلك يُحال النص إلى مجلس النواب للتصويت عليه، قبل أن يُرفع إلى الرئيس للتوقيع وإصدار توجيهات التنفيذ.

ماذا يحدث بعد الإقرار؟

فور توقيع القانون، تُصدر «مكتب الإدارة والميزانية» تعليمات بإعادة تشغيل الوكالات. يُستدعى الموظفون الذين وُضعوا في إجازة قسرية إلى أعمالهم، وتُصرف أجورهم المتراكمة بأثر رجعي خلال أيام العمل التالية. كما تُعاد جدولة الخدمات والمعاملات الحكومية المؤجلة، وتستأنف البرامج الاجتماعية دفعاتها وفق جداول محدثة تعلنها الجهات المختصة.

العقبات والنقاط الخلافية

رغم الاختراق، ما زالت هناك قضايا خلافية يجري فصلها عن التمرير المؤقت، من بينها ترتيب أولويات الإنفاق وملفات الدعم الصحي. وقد تظهر تعديلات من مجلس النواب على صيغة الشيوخ، ما يستدعي جولة توفيق سريعة قبل الإرسال النهائي إلى البيت الأبيض.

تأثيرات مباشرة على الجمهور

  • الموظفون الفيدراليون: عودة الدوام وصرف الرواتب المتأخرة، مع أولوية للقطاعات الأمنية والخدمية الحساسة.
  • الخدمات العامة: إعادة فتح المرافق والمتنزهات، تسريع معاملات الجوازات والهجرة، واستئناف الجداول الطبيعية للمحاكم غير الجنائية.
  • البرامج الاجتماعية: استقرار دفعات المساعدات الغذائية والبرامج الممولة اتحادياً بعد فترة اضطراب رافقت الإغلاق.
  • الاقتصاد المحلي: تقليص آثار التباطؤ على المجتمعات القريبة من المرافق الحكومية والمتعاقدين والإنفاق الاستهلاكي المرتبط برواتب القطاع العام.

لماذا اختيرت صيغة «التمرير المؤقت»؟

تسمح هذه الصيغة بإعادة تشغيل الحكومة سريعاً، مع استمرار التفاوض على موازنات سنوية كاملة تمرّ على دفعات «مينيبَس» minibus أو حزمة واسعة «أومنِبَس» omnibus. الفكرة هي تمرير ما يحظى بتوافق الآن، وترك الملفات الشائكة لنقاش تفصيلي بعيداً عن ضغط الإغلاق.

السيناريوهات القريبة

  • تمرير سلس في المجلسين: دخول التمويل المؤقت حيّز التنفيذ سريعاً وتثبيت جدول تفاوضي لإنجاز موازنات كاملة.
  • تعديلات من النواب: مسار توفيق سريع مع احتمال تمديد تقني قصير لتفادي أي فجوة تمويلية.
  • تعثر إضافي: بقاء خطر تجدد الإغلاق قائماً إذا انتهت مدة التمويل المؤقت قبل إنجاز حِزم الإنفاق النهائية.

الاتفاق في مجلس الشيوخ يمثل خطوة عملية لوقف الشلل الإداري وإعادة الخدمات للجمهور، مع إبقاء الخلافات السياسية في مسار الموازنات الكاملة بدلاً من تعطيل الدولة. المؤشر الحاسم الآن هو سرعة إقرار النص نهائياً وتنفيذه على الأرض لضمان عودة الاستقرار المالي والإداري للوكالات والبرامج التي يعتمد عليها ملايين الأميركيين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !