في ظل الارتفاع الحاد في أسعار البيض بسبب تفشي إنفلونزا الطيور، لجأت بعض متاجر البقالة الصغيرة (البوديجا) في نيويورك إلى بيع البيض بشكل فردي أو في أكياس صغيرة، كبديل اقتصادي للأسر ذات الدخل المحدود، وفقًا لما نشرته صحيفة نيويورك بوست.
وأفاد فرناندو رودريغيز (62 عامًا)، مالك متجر “باميلا غرين ديلي” في منطقة برونكس، أن العديد من زبائنه غير قادرين على تحمل تكلفة كرتونة البيض التي وصلت إلى 10.99 دولار. وأضاف: “عندما رأيت الأسعار ترتفع بهذا الشكل، قررت بيع البيض بشكل منفصل في أكياس صغيرة، حيث يشتري بعض الزبائن ثلاثة بيضات مقابل 2.99 دولار بدلاً من الكرتونة الكاملة”.
قبل ارتفاع الأسعار، كان رودريغيز يبيع البيض بسعر 2.49 دولار للكرتونة التي تحتوي على 12 بيضة، لكن بعد الأزمة، أصبح يوفر ثلاث بيضات من نوع “نيلمز” الدرجة الأولى في كيس بلاستيكي صغير لمساعدة زبائنه، لا سيما ذوي الدخل المحدود.
وأشار فرناندو ماتيو، المتحدث باسم “اتحاد بوديجا أمريكا”، إلى أن العديد من متاجر البوديجا في نيويورك بدأت في اتباع النهج نفسه، واصفًا الأمر بأنه “ليس خيارًا، بل ضرورة”. وقال: “نحن نعرف زبائننا وندرك معاناتهم، لذلك نحاول تلبية احتياجاتهم”.
وبحسب الصحيفة، فإن بيع السجائر بشكل فردي يُعد غير قانوني في نيويورك، لكن بيع البيض بهذه الطريقة يقع في منطقة قانونية رمادية، حيث تتطلب القوانين أن يتم بيع البيض في عبوات تحمل معلومات واضحة عن الحجم والدرجة والعدد.
من جانبهم، أعرب بعض المتسوقين عن دهشتهم عندما شاهدوا البيض يُباع بهذه الطريقة لأول مرة. وقالت أشلي جيمس (45 عامًا)، وهي من سكان منطقة موريسانيا: “اعتقدت في البداية أنه مزحة، لم أرَ شيئًا كهذا من قبل، لكنه جيد للمجتمع، لأنني لا أملك 13 دولارًا لشراء كرتونة كاملة”.
أما فرانكي فاسكيز (75 عامًا)، فقد أكد أنه اضطر إلى تقليل استهلاك البيض بسبب الأسعار المرتفعة، وقال: “كنت أقدم لكل فرد من أسرتي بيضتين يوميًا، أما الآن فسأقوم بطهي ثلاث بيضات لأطعم أربعة أشخاص”.
يُذكر أن أسعار البيض في الولايات المتحدة شهدت ارتفاعًا بنسبة 15% خلال شهر يناير الماضي، وذلك بسبب عمليات الإعدام الجماعية للدواجن المصابة بإنفلونزا الطيور، وفقًا لتقرير صادر عن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي.