أثار انهيار المبنى السكني بولاية فلوريدا جدلا واسعا بين الأوساط المختصة، وفيما تحدثت تقارير عن تحذيرات سابقة بوجود تصدعات وأضرار خطيرة، رجحت وزيرة أن يكون التغير المناخي وراءه.
وكان انهيار المبنى السكني قد تسبب في مقتل ما يقل عن 12 شخصا، فيما لا يزال البحث جاريا عن 149 آخرين في عداد المفقودين.
ورأت وزيرة الطاقة الأمريكية، جينيفر غرانهولم، أن تغير المناخ قد يكون السبب وراء انهيار المبنى السكني بولاية فلوريدا، مشيرة إلى إمكانية أن يكون ارتفاع مستوى البحار وزحفها نحو الشواطئ وراء الكارثة.
وأفيد بالمقابل بأن سكان المبنى المنهار كانوا تلقوا خطابا في أبريل يحذر من تفاقم الأضرار الهيكلية بالمبنى.
وكتب رئيس جمعية “شامبلين تاورز ساوث كوندومينيوم”، المشرفة على بناء أبراج شامبلين الجنوبية في ذلك الخطاب، أن “الضرر الملحوظ” قد أصبح الآن “أسوأ بكثير”، محذرا من تسارع “التدهور الملموس”.
وشدد على أن الضرر الذي تم الإبلاغ عنه لأول مرة في عام 2018 قد “أصبح أسوأ بكثير” وسيبدأ قريبا، بسبب غياب الإصلاحات العاجلة، “في الازدياد”.
كما حذرت تلك الرسالة من وجود تلف في السقف، وقدرت أن إصلاح مشاكل المبنى سيكلف حوالي 15مليون دولار.
هذه التحذيرات استندت إلى نتائج كان قد توصل إليها فحص للمبنى السكني أجراه أحد المهندسين الاستشاريين في عام 2018، حث على إجراء إصلاحات في الوقت المناسب بعد العثور على “أضرار هيكلية كبيرة”، بما في ذلك “تشققات كبيرة” في مرآب للسيارات تحت الأرض، وانهيار أعمدة وعوارض وجدران تحت المبنى المكون من 13 طابقا.
وطالب المهندس في تقريره المديرين بإصلاح الأعمدة المتصدعة والخرسانة المتهالكة، وكان العمل مؤخرا على وشك البدء حين انهار المبنى.
وفصّل المهندس مجموعة من المشاكل في مجمع أبراج شامبلين الجنوبية (التي من بينها المبنى السكني المنهار)، بما في ذلك ضعف العزل المائي في قاعدة المبنى.
ودفع هذا التقرير الفني إلى وضع خطط لمشروع إصلاح بملايين الدولارات كان من المقرر أن يبدأ قريبا، وذلك بعد أكثر من عامين ونصف من تحذير مديري المباني، إلا أن المبنى السكني تعرض لانهيار كارثي، ودفن السكان النائمين تحت الحطام.
وكانت جمعية إدارة المجمع قد كشفت عن بعض المشاكل في أعقاب الانهيار، لكن ذلك جرى فقط بعد أن نشر مسؤولو المدينة تقرير عام 2018 في وقت متأخر من يوم الجمعة.
ويشير هذا التقرير إلى أن الاضرار التي تعرضت لها الخرسانة وحديد التسليح، ناجم معظمها على الأرجح بسبب تسرب المياه المستمر وسنوات من التعرض للهواء الملحي المسبب للتآكل على طول ساحل جنوب فلوريدا.
وفيما يتواصل الجدل حول سبب هذه الكارثة، لا يزال البحث جاريا عن 149 شخصا أدرجوا في عداد المفقودين بعد انهيار المبنى السكني.