في حدث رسمي مشحون بالتصريحات النارية والوعود، ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطابه الثاني خلال حفل تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية يوم الإثنين، واصفًا اليوم بـ”يوم التحرير” ومعلنًا “بداية العصر الذهبي لأمريكا”.
أُقيم الحفل في قاعة الكابيتول روتوندا بمشاركة نحو 600 ضيف فقط، بسبب الظروف الجوية القاسية التي شهدت درجات حرارة بلغت 16 درجة مع تأثير الرياح الباردة. في بداية خطابه، قال ترامب، البالغ من العمر 78 عامًا:“لقد خضت اختبارات وتحديات لم يواجهها أي رئيس في تاريخنا الممتد لـ250 عامًا، وتعلمت الكثير على طول الطريق. لم يكن طريق استعادة جمهوريتنا سهلاً، لكننا هنا لنصنع تاريخًا جديدًا.”
رسالة قوية وسط ظروف شخصية صعبة
أثار ترامب مشاعر الحضور حين تحدث عن محاولة اغتياله قبل أشهر في ولاية بنسلفانيا:“أطلقت رصاصة قاتلة على أذني، ولكني شعرت آنذاك وأؤمن اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن حياتي أنقذت لسبب. لقد أنقذني الله لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.”
بعد أن أدى ترامب اليمين الدستورية أمام رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، قام بمصافحة الرئيس السابق جو بايدن، الذي حضر الحفل برفقة نائبته السابقة كامالا هاريس، والتي هزمها ترامب في الانتخابات الأخيرة.
الوعود: استعادة السيادة ووقف استغلال أمريكا
تعهد ترامب في كلمته بإعادة بناء السيادة الأمريكية واستعادة كرامة الشعب، قائلًا:“اعتبارًا من اليوم، ستزدهر بلادنا وستكون محل احترام العالم. لن نسمح بعد الآن بأن تُستغل أمريكا أو أن نُخدع من قِبل أي دولة أخرى. سنضع أمريكا أولًا في كل يوم من فترة إدارتي.”
وشدد على أنه سيصدر سلسلة من الأوامر التنفيذية في يومه الأول للحد من الهجرة غير الشرعية، وإعادة تفعيل سياسة “ابقَ في المكسيك” لطالبي اللجوء، وزيادة إنتاج الطاقة المحلية، ومنع الرقابة الحكومية على الخطاب السياسي.
انتقادات حادة للنظام القائم ودعوة للتغيير
أشار ترامب إلى أزمة الثقة التي تواجهها الحكومة الأمريكية، قائلًا:“لسنوات طويلة، قامت نخبة فاسدة وراديكالية باستخلاص السلطة والثروة من مواطنينا بينما كانت أعمدة مجتمعنا تتهاوى. لكن هذا التغيير بدأ الآن.”
وألقى الضوء على كوارث محلية اعتبرها دليلًا على فشل الإدارة السابقة، مثل الحرائق في لوس أنجلوس والأعاصير في كارولينا الشمالية.
حضور شخصيات بارزة وتأكيد على الشراكة الوطنية
شهد الحفل حضور شخصيات بارزة من كلا الحزبين، إلى جانب رؤساء شركات تقنية كبرى مثل إيلون ماسك، الذي يتولى قيادة وزارة الكفاءة الحكومية الجديدة. كما حضر الحفل رؤساء سابقون مثل باراك أوباما وجورج بوش وبيل كلينتون.
واختتم ترامب خطابه برسالة أمل: “انتخابي هو تفويض كامل لعكس الخيانة التي شهدتها بلادنا واستعادة ثقة الشعب الأمريكي وحقوقه وحريته. من هذه اللحظة، انتهى تدهور أمريكا.”
فعاليات لاحقة واحتفال شعبي
بعد حفل التنصيب، توجه ترامب إلى حدث احتفالي في قاعة “كابيتال وان أرينا”، حيث أقيم عرض داخلي، مع حضور شعبي ضخم.
بهذا الخطاب، افتتح ترامب فصلاً جديدًا في تاريخ الولايات المتحدة، محاولًا إثبات أن عودته للبيت الأبيض ليست مجرد استعادة للمنصب، بل بداية حقبة جديدة من الإصلاحات والتغيير.