وذكرت بيانات صادرة عن مكتب المدعي العام لولاية بنسلفانيا أن سالم، البالغ من العمر 57 عامًا والمقيم في نيويورك، أُدين في أكتوبر الماضي بتهمة القتل من الدرجة الأولى، عقب محاكمة استمرت أسبوعًا أمام هيئة محلفين انتهت إلى ثبوت مسؤوليته عن مقتل ابنته البالغة 25 عامًا.
خلاف انتهى بجريمة قتل
تعود تفاصيل القضية إلى 23 أكتوبر 2019، حين اصطحب سالم ابنته من نيويورك إلى بلدة بالميرا في مقاطعة ليبانون، بزعم مساعدته في طلاء مطعم جديد اشتراه هناك. وفي اليوم التالي نشب خلاف حاد بينهما داخل المكان، قبل أن تقوم سلطات التحقيق لاحقًا بتجميع الأدلة التي تشير إلى قيامه بالاعتداء عليها وخنقها حتى الموت داخل العقار.
وأظهر تقرير الطب الشرعي أن علا تعرضت لاعتداء عنيف نتج عنه صدمات قوية في الرأس والجسم بالإضافة إلى علامات واضحة للخنق، كما أظهر الفحص وجود آثار من الحمض النووي لوالدها أسفل أظافرها، في إشارة إلى مقاومة الضحية لمحاولة قتلها.
نقل الجثمان إلى نيويورك
بعد الجريمة، قاد سالم سيارة مستأجرة من بالميرا إلى جزيرة ستاتن في نيويورك، حيث نقل جثة ابنته وأخفى جثمانها في حديقة بلومينغديل بارك تحت الأغصان والأوراق قبل أن يعود مرة أخرى إلى بنسلفانيا. وأكدت السلطات أن تسجيلات كاميرات المراقبة وبيانات نظام تحديد المواقع في السيارة أظهرت تحركاته بين بنسلفانيا ونيويورك في توقيت متوافق مع وقوع الجريمة.
وعُثر على جثة علا سالم في 24 أكتوبر 2019 داخل الحديقة في جزيرة ستاتن، وكانت Fully clothed، قبل أن تتعرف الشرطة على هويتها وتبدأ تحقيقًا موسعًا بالتنسيق بين شرطة نيويورك وسلطات إنفاذ القانون في بنسلفانيا.
هروب إلى الشرق الأوسط ثم توقيف
أوضحت السلطات أن شرطة نيويورك استجوبت سالم بعد العثور على جثة ابنته، لكنّه غادر الولايات المتحدة لاحقًا متجهًا إلى الشرق الأوسط، ما دفع الجهات الأمريكية إلى إصدار مذكرات توقيف بحقه على المستوى الدولي.
وفي ديسمبر 2020، تم توقيفه في الكويت بناءً على طلب الولايات المتحدة، ثم رُحّل إلى بنسلفانيا لمواجهة الاتهامات الرسمية، والتي شملت القتل من الدرجة الأولى والتلاعب بالأدلة وإخفاء جثمان.
محاكمة وحكم نهائي
خلال المحاكمة، قدم الادعاء تسجيلات من كاميرات المراقبة وبيانات GPS للسيارة المستأجرة، إضافة إلى أدلة الطب الشرعي، لإثبات أن المتهم قتل ابنته في بالميرا ثم نقل جثمانها إلى نيويورك. وأكد ممثلو الادعاء أن الضحية “قاتلت من أجل حياتها” قبل أن تفارقها، وأن الجاني حاول تضليل المحققين بادعاءات متناقضة حول ظروف اختفائها.
وبعد إدانته في أكتوبر، أصدر القاضي حكمًا بسجن كباري سالم مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط، معتبرًا أن الجريمة تمثل واحدًا من أكثر الأفعال قسوة، فيما شدد المدعي العام للولاية على أن الحكم يوفر قدرًا من العدالة والمساءلة لعائلة أولا والمجتمع الذي كانت تخدمه من خلال عملها في دعم النساء المسلمات ضحايا العنف الأسري في نيويورك.
من أولمبياد الملاكمة إلى قفص الاتهام
كان كباري سالم قد مثل مصر في منافسات الملاكمة بدورتي الألعاب الأولمبية في برشلونة 1992 وأتلانتا 1996، قبل أن ينتقل للاحتراف في الولايات المتحدة ويقيم في نيويورك، حيث خاض عدة نزالات بارزة في التسعينيات وبداية الألفية.
أما ابنته أولا فكانت معروفة داخل المجتمع الإسلامي في نيويورك بنشاطها في مجال الدفاع عن النساء ضحايا العنف الأسري، من خلال عملها التطوعي في مركز متخصص بهذه القضايا، وهو ما جعل جريمة قتلها على يد والدها تحظى باهتمام واسع من وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية في الولايات المتحدة وخارجها.
