كشف عدد من المسؤولين التنفيذيين بجميع قطاعات السوق الأمريكية عن خططها لتسريح العمال وخفض النفقات، ليصل الأمر في بعض الأحيان إلى الشركات التي تحقق أرباحًا كبيرة. مؤسسات مثل باربي ماتيل، وباي بال، وسيسكو، ونايك، وإستي لودر، وليفي شتراوس، ليست سوى نماذج قليلة لهؤلاء الذين قرروا خفض الوظائف وتقليل نفقات التشغيل مؤخرًا.
متجر التجزئة متعدد الأقسام “Macy’s” قال إنه سيغلق خمسة من فروعه، وإلغاء أكثر من 2300 وظيفة، الخطوط الجوية “جيت بلو” وخطوط طيران “سبيريت” قررت هي الأخرى تقليل العمالة، أما طيران “المتحدة” قررت تقليل وجبات برامج ركاب الدرجة الأولى في رحلاتها.
طرق أخرى لإدارة الميزانية
يقول جريجوري داكو، كبير الاقتصاديين في “EY”، إن قوة التسعير لدى الشركات تضاءلت، لذلك يبحث المسؤولون التنفيذيون عن طرق أخرى لإدارة الميزانية، أو جني المزيد من الأرباح، من خلال تقليل النفقات.
يضيف “داكو”: “أنت في بيئة يشكل فيها إجهاد التكلفة جزءً كبيرًا من المعادلة بالنسبة للمستهلكين وقادة الأعمال، تكلفة معظم كل شيء أعلى بكثير مما كانت عليه قبل وباء كوفيد-19، سواء كان ذلك السلع والمدخلات والمعدات والعمالة، وحتى أسعار الفائدة”.
عدد من البنوك أجرت بالفعل تخفيضات كبيرة. إذ أعلن خمسة من أكبر البنوك في الولايات المتحدة، بينهم “ويلز فارجو” و”جولدمان ساكس”، إلغاء أكثر من 20 ألف وظيفة في 2023. الآن، تنتظر تلك البنوك تخفيضات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي لتحرير الأموال المطلوبة لتنفيذ عمليات الاندماج والاستحواذ المؤجلة.
2024.. الخفض الأكبر
لكن تخفيضات التكاليف التي تم الكشف عنها في الأسابيع القليلة الأولى من عام 2024، تعادل عشرات الآلاف من الوظائف ومليارات الدولارات. في يناير 2024 أعلنت الشركات الأمريكية خفض 82 ألف وظيفة، أي أكثر من ضعف العدد في ديسمبر 2023 في حين لا تزال منخفضة بنسبة 20% عن العام الماضي.
تشير نتائج الشركات حتى الآن، إلى أنها ركزت على زيادة الأرباح دون زيادات كبيرة في الأسعار أو نمو واضح في المبيعات.
اعتبارًا من منتصف فبراير، كان أكثر من ثلاثة أرباع الشركات في مؤشر “S&P 500” أعلنت نتائج الربع الرابع من 2023، مع زيادة الأرباح أكثر بكثير من الإيرادات. إن أرباح الربع الأخير من 2023، التي تم قياسها من خلال مجموعة شركات “S&P 500″، في طريقها للارتفاع بنسبة 10% تقريبًا، ومع ذلك، ارتفعت الإيرادات بنسبة أكثر تواضعًا بلغت 3.4% فقط.
الأمر يؤكد أن سعي الشركات لتحقيق أرباح أعلى ليس أمرًا جديدًا، لكن المؤكد أن الشركات جعلت تعزيز النتيجة النهائية، أولوية لها هذا العام.
السير وراء “ميتا”
في صناعة التكنولوجيا على سبيل المثال، حذت الشركات حذو شركة “ميتا” في التخفيضات التي أجرتها عام 2023، والتي نسب إليها العديد من المحللين الفضل في مساعدة عملاق وسائل التواصل الاجتماعي على التعافي من عام 2022 الصعب. الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج أطلق على عام 2023 اسم “عام الكفاءة” بالنسبة للشركة الأم لـ”فيسبوك” و”انستجرام”، حيث تعهدت بخفض عدد العاملين لديها، وقرر “مارك” المضي قدمًا في منهاجه لأن تكون الشركة العملاقة أصغر حجمًا وأكثر كفاءة.
وفي الأسابيع الأخيرة أعلنت أمازون، وآلفابيت، ومايكروسوفت وسيسكو، تخفيضات كبيرة في عدد الموظفين.
شركة “UPS” قالت إنها ستلغي 12 ألف وظيفة لتوفير مليار دولار، حسبما قال الرئيس التنفيذي كارول تومي، آواخر الشهر الماضي، مستشهدًا بتراجع الطلب، كما أعلنت العديد من أكبر شركات البيع بالتجزئة والإعلام والترفيه تخفيضات في القوى العاملة والنفقات.
“ديسكوفري ووورنر ميديا” خفضت الإنفاق على المحتوى وعدد الموظفين، كجزء من توفير مالي إجمالي قدره 4 مليارات دولار في التكاليف بعد اندماجهما، أما “ديزني” وعدت في البداية بتخفيض التكاليف بمقدار 5.5 مليار دولار في عام 2023، مدعومة بتسريح 7000 موظف، قبل أن ترفع وعودها للادخار إلى 7.5 مليار دولار، لكن في النهاية اقترح المسؤولون التنفيذيون في تقرير الأرباح الفصلية الصادر في 7 فبراير، تجاوز هذا الهدف إلى أكثر من 8 مليارات دولار.