حدد العلماء طفرة في سلالة فيروس كورونا التاجي الأكثر شيوعًا في مدينة نيويورك، وإيطاليا، أكثر شراسة، حيث تحتوي السلالة شديدة العدوى على 4 “طفرات”، تسمح لها بغزو الخلايا البشرية، مقارنة بالأشكال الأكثر اعتدالًا في كاليفورنيا.
وقالت صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، في تقرير لها، تحتوي هذه السلالة من الفيروس على المزيد من بروتينات “الارتفاع” التي تسمح له بإصابة الخلايا البشرية، موضحة أن ارتفاعه أكثر مرونة، ما يجعله أقل هشاشة، وأكثر استقرارًا كما يقول علماء، وهو يؤكد بحثًا سابقًا يشير إلى شكل الفيروس يكون أكثر عدوانية، والذى ينتشر من أوروبا إلى الساحل الشرقي، بينما ضرب شكل أخف الصين.
قال الدكتور هيريون تشو، عالِم الفيروسات، مؤلف الدراسة: “الفيروسات المصاحبة لهذه الطفرة كانت معدية أكثر بكثير من تلك التي لا توجد بها طفرة في نظام زراعة الخلايا الذي استخدمناه.”
وقالت الصحيفة، إن الارتفاع “في البروتين على سطح فيروس كورونا، يُعرف باسم” SARS-CoV-2 “، يسمح له بالتقاط المستقبلات على أسطح الخلايا البشري، موضحة أنه على وجه التحديد، يرتبط بالمستقبلات” ACE2″، التي تنتشر على سطح خلايا الرئة، وكذلك الأوعية الدموية، مما يجعل هذه الأنظمة أهدافًا رئيسية لفيروس كورونا التاجي.
وأضافت، أنه كلما زادت عدد ما يشبه المسامير، على سطح الفيروس زادت فرص التصاق الفيروس بالخلية البشرية، لصنع المزيد من نفسها، وهذه السلالة الطافرة انتشرت في الولايات المتحدة، وإيطاليا.
أكد الدكتور تشوي: “إن عدد أو كثافة المسامير الوظيفية على الفيروس أكبر 4 أو 5 مرات بسبب هذه الطفرة، لم يكن لديها المزيد من المسامير فحسب، بل كان لديها تكييفات جيدة بشكل خاص، مشيرا إلى أنه كلما طالت فترة ثباتها واستقرارها على المستقبلات، زادت فرصة دخول الجسيمات الفيروسية إلى الخلية البشرية واستلامها، دون أن يسقط الفيروس إلى أشلاء.
وأضاف أنه يبدو في مرحلة ما، تم دمج طفرة G614 وأخرى، طفرة D614، لتصبح طفرة D614G، حيث إن اجتماعهما معًا أصبحوا مهيمنين، وأكثر عدوى، من خلال عدة أوضاع.
يقول فريق سكريبس، إن هذا العمل السابق، مقترنًا بالدراسة الجديدة.
وأضاف المؤلف المشارك للدكتور مايكل فارزان: “كان هناك ما لا يقل عن 12 ورقة علمية تتحدث عن هيمنة هذه الطفرة.
وأكد الدكتور تشوي: “بياناتنا واضحة للغاية، يصبح الفيروس أكثر استقرارًا مع الطفرة”، موضحا أن هذه الطفرة تنتمي إلى سلالة من فيروس كورونا التاجية المعروفة باسم” D614G”.
قال باحثون في مختبر لوس ألاموس الوطني في نيو مكسيكو، إن السلالة المتحولة بدأت تنتشر في أوائل فبراير، في أوروبا، ومنذ ذلك الحين، وصلت إلى الولايات المتحدة، حيث أصبحت أكثر السلالات شيوعًا، وعدوانية، على الساحل الشرقي بحلول مارس، وقال العلماء هناك إنها الآن السلالة المهيمنة على العالم.
في غضون ذلك، انتشرت سلالة أقل قوة من الصين إلى ولاية واشنطن وكاليفورنيا، بحيث تعرضت الولايات المتحدة لقصفين مختلفين، بقوة مختلفة.
وقالت الصحيفة، لقد توصلت الدراسة الجديدة إلى أن التحوّل الدقيق لسلالة فيروس كورونا التاجي المنتشر في الولايات المتحدة، وإيطاليا، قد جعله أكثر عدوى بكثير من الأنواع الأخرى من الفيروس، مضيفة، تحتوي النسخة القوية من البروتين “SARS-CoV-2 ” على 4 أو 5 أضعاف “المسامير”، التي تسمح لها بالتثبيت على الخلايا البشرية على سطحها، لا تجعل هذه السمة أكثر عدوى فحسب، بل تجعل الفيروس أكثر استقرارًا ومرونة، مشيرة إلى أنه منذ أن أصبح فيروس كورونا التاجي وباءً، حير العلماء حول السبب الذي يبدو أنه يهلك بعض الدول والبلدان، في حين كان أقل فتكا في الدول الأخرى.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الأبحاث السابقة قد اقترحت سلالة أكثر قوة على ما يبدو ضربت إيطاليا، وأوروبا، وانتشرت إلى مدينة نيويورك، والتي أصبحت بسرعة مركزًا للوباء، الآن، يعتقد العلماء في بحثهم الجديد، أنهم أكدوا هذه النظرية، وحددوا الطفرة التي شحنت الشكل المعدي بشكل خاص لفيروس كورونا.
قام الباحثون هناك بعزل سلالات مختلفة من فيروس كورونا التاجي، التي تم تحديدها من خلال توقيعاتهم الجينية في جميع أنحاء العالم، ثم وضعوا كل منهم في مقارنة مجهرية، واختبروا مدى هجوم السلالات المعنية على الخلايا البشرية في أطباق المختبر.
أحد السلالات كان الفائز الواضح، من فيروس كورونا صاحب الجين المتحور الذي كان يتميز بزيادة وارتفاع البروتينات على سطح الفيروس.