تشير التقارير الحديثة إلى أن الإدارة الأمريكية وافقت على ترحيل أكثر من ٥٠٠ مهاجر يمني غير قانوني من أراضيها، ضمن واحدة من أكبر عمليات الترحيل التي تشمل حوالي ١.٥ مليون مهاجر من جميع أنحاء العالم، مما يثير قلقاً عميقاً في المجتمع اليمني الأمريكي.
حجم الترحيلات والأرقام الرسمية
وفقاً لبيانات دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية، من المقرر ترحيل ٥٥٨ مهاجراً يمنياً غير قانوني من الولايات المتحدة، كجزء من قرارات الرئيس ترامب بترحيل المهاجرين غير الشرعيين في البلاد. هذا العدد يُعتبر من بين أكبر عمليات الترحيل في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تشمل القوائم ١,٤٤٥,٥٤٩ مهاجراً من دول مختلفة حول العالم، ومن المتوقع ترحيلهم قريباً.
الوضع الخاص لليمن والاعتبارات الإنسانية
يأتي هذا القرار في وقت يشهد فيه اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم وفقاً للأمم المتحدة، حيث تستمر الحرب الأهلية منذ ٢٠١٤. العديد من اليمنيين في الولايات المتحدة فروا من الصراع والمجاعة والانهيار الاقتصادي في بلادهم. كان اليمن مُصنفاً سابقاً ضمن برنامج “الحماية المؤقتة” الذي يحمي المواطنين من الترحيل بسبب الظروف في بلدانهم، لكن هذه الحماية قد تكون في خطر مع السياسات الجديدة.
التأثير على المجتمع اليمني الأمريكي
يتركز المجتمع اليمني الأمريكي بشكل كبير في مناطق مثل ديترويت ونيويورك وكاليفورنيا، حيث بنى العديد منهم حياتهم وأعمالهم على مدى سنوات أو عقود. الخوف من الترحيل يؤثر ليس فقط على الأشخاص المستهدفين مباشرة، بل على عائلاتهم وأطفالهم الذين قد يكونون مواطنين أمريكيين. هذا الوضع يخلق جواً من الخوف والقلق في المجتمع، خاصة بين النساء وكبار السن الذين قد يترددون في الخروج من منازلهم أو التفاعل مع السلطات.
المقارنة مع الجنسيات الأخرى والسياق الأوسع
رغم أن اليمن يُعتبر من البلدان الأقل تأثراً مقارنة بالدول اللاتينية، وعلى رأسها المكسيك التي تتصدر قائمة البلدان التي سيتم ترحيل أكبر عدد من المهاجرين منها، إلا أن الرقم ٥٥٨ يمثل جزءاً كبيراً من المجتمع اليمني الصغير نسبياً في أمريكا. هذا يعني أن تأثير هذه السياسة على المجتمع اليمني قد يكون أكثر تركيزاً وإيلاماً، خاصة مع الروابط العائلية والاجتماعية القوية في هذا المجتمع.