شهدت مدينة نيويورك صباح الجمعة حادثًا خطيرًا كاد أن ينتهي بكارثة، بعدما هاجم مجرم معتاد على العنف سيدة في حي كوينز محاولًا سرقة سيارتها، قبل أن ينتقل لمحاولة أخرى انتهت بإصابة محقق في شرطة نيويورك (NYPD) بنيران صديقة خلال مواجهة مع الشرطة.
التهديد المباشر للضحية
الضحية كيمبرلي باتينو (٣٢ عامًا)، فنيّة في قسم الطوارئ بمستشفى نيويورك بريسبيتيريان في كوينز، روت أنها كانت تستعد للذهاب إلى النادي الرياضي عندما فوجئت برجل غريب يقترب منها بشكل مريب. وتبين لاحقًا أنه كيفن دوبويسون (٢٨ عامًا)، صاحب سجل إجرامي يتضمن أربع إدانات عنف سابقة وأكثر من عشرة اعتقالات. وقالت باتينو: “نظر إليّ مباشرة وقال: سأقتلك أيتها الحقيرة البيضاء”.
وأوضحت أنها بدأت بالصراخ تستدعي زوجها، الذي خرج مسرعًا لمواجهته، فيما كانت هي تتصل بالطوارئ. وأكدت أن المهاجم اقترب لمسافة بوصات قليلة من سيارتها من نوع Dodge Durango موديل ٢٠٢٢، وكان يصرخ مهددًا بقتلها.
محاولة سرقة سيارة أُخرى وانفجار الموقف
بعدما نجح زوجها في إخافته، فرّ دوبويسون إلى الطريق الخدمي على طريق “وايتستون إكسبريسواي”، حيث حاول الاستيلاء على سيارة “أوبر” من نوع Toyota Highlander سوداء اللون، ملوحًا بما بدا أنه سلاح، وفق ما أكدت مفوضة الشرطة جيسيكا تيش. السائق اتصل بالشرطة على الفور، لتتدخل دوريات قريبة بمساندة محققي قسم مكافحة المخدرات العائدين من مهمة، فقاموا بمحاصرته.
وخلال المواجهة، أطلق الضباط النار لإيقافه، لكن النيران أصابت عن طريق الخطأ المحقق كوري فيشر، وهو ضابط مخضرم بخدمة ١٢ عامًا في شرطة نيويورك، حيث أصيب بيده اليمنى وساقه اليسرى. وتم نقله بسرعة إلى مستشفى جامايكا في كوينز، بينما جرى اعتقال المشتبه به.
انتقادات لاذعة للنظام القضائي
باتينو أعربت عن صدمتها وغضبها من إفلات مجرمين خطيرين مثل دوبويسون من العقاب رغم تاريخه العنيف، قائلة: “لا أفهم ما الذي يحدث مع القانون. هذا الشخص يجب أن يكون وراء القضبان. هذه المدينة تتحول إلى قمامة، الناس يتعرضون للسرقة والاعتداء مرارًا ولا أحد يفعل شيئًا”.
وأضافت أنها رأت المتهم قبل الحادث مباشرة وهو يحاول سرقة سيارة أخرى من محطة وقود Mobil القريبة من منزلها، لكن عامل المحطة تمكن من منعه. وأكدت أنها لاحظت أنه كان يخفي شيئًا تحت سترته الرمادية بدا وكأنه سلاح.
خلفية المشتبه به
بحسب مصادر أمنية، لدى دوبويسون سجل طويل من الاعتقالات وحوادث مرتبطة بالصحة العقلية. وقد أُطلق سراحه في مارس الماضي بشروط إفراج مشروط بعد إدانته في قضية سرقة، وكان قد اعتُقل قبل يوم واحد فقط من الحادث بتهمة التهرب من دفع أجرة المواصلات، لكنه أُطلق سراحه سريعًا.
ردود فعل رسمية
بعد الحادث، تجمع مسؤولون بارزون أمام مستشفى جامايكا، بينهم عمدة نيويورك إريك آدامز، ومفوضة الشرطة جيسيكا تيش، ورئيس بلدية كوينز دونوفان ريتشاردز. وأكدت الشرطة أن التحقيقات لا تزال جارية وأن المشتبه به يواجه اتهامات متعددة تشمل السرقة والاعتداء ومحاولات قتل.
صدمة الضحية وخوفها
باتينو ختمت حديثها قائلة: “الصدمة ما زالت تلازمني. ماذا لو لم يكن زوجي في المنزل؟ كنت سأكون ميتة الآن. الأمر يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، لأنه لا أحد في موقع المسؤولية يتدخل لوقف هذا الانهيار”.
