المصدر : الحرة
في قاعة بجانب مرآب مركبات الإطفاء، وعلى وقع صوت الاتصالات المتبادلة حول حالات الطوارئ والإنقاذ في مقاطعة تشيسترفيلد جنوب ولاية فرجينيا، ينصت مواطنون أميركيون إلى كيتي أمين التي تدربهم على التعامل الحوادث والإصابات.
افتتحت كيتي الدورة التدريبية بالتعريف عن نفسها بطريقة مختلفة ” أنا فتاة محجبة وأعمل في متطوعة في دائرة الإطفاء، هذا يعني أن مجتمعنا متنوع وأريد أن أدربكم اليوم على كيفية وقف النزيف”.
ولدت كيتي في مدينة القدس ونشأت في قرية بيرنبالا بالضفة الغربية حتى الـ١٣ من العمر، ثم انتقلت مع عائلتها إلى الولايات المتحدة.
قالت كيتي إنها تحلم بأن يكون عملها مؤثرا في نفوس الناس. فدخلت كلية العلوم الطبية، لكنها لم تشعر أن مجال الخدمات الطبية يخدم طموحها.
“سألت كثيرين من حولي، كيف يمكن لي أن أساعد الناس، وأكون مؤثرة في حياتهم؟”، لينصحها مقربون منها بالتطوع في دائرة الإطفاء، وفعلا اهتمت بهذه النصيحة حتى قررت أن تخوض التجربة.
“انطلقي”
كيتي تتقن الإنكليزية ببراعة، وتحتفظ باللهجة الفلسطينية الشعبية المنتشرة في محافظة رام الله وسط الضفة الغربية فهي تنتمي لأسرة تحافظ على تقاليدها الشرقية، وهذا شكل تحديا أمامها “كيف ستقبل عائلتي أن أكون ضابطة إطفاء؟”.
توجهت الفتاة إلى والدتها وأخبرتها برغبتها في الانضمام إلى دائرة الإطفاء، “قالت لي، أتريدين أن تلقي بنفسك في الحرائق؟” لتجيبها “لا، بل أريد أن أطفئ الحرائق”. لم ترق الفكرة لوالدتها التي طلبت منها أخذ رأيها والدها.
تقول كيتي إن والدها شجعها وقال لها “انطلقي، المهم أن تمثلي نفسك بشكل جيد”، وهنا بدأت رحلتها في الحصول على قبول للانضمام إلى فرق الإطفاء.
كيتي أمين مع زملاء في دائرة الإطفاء ومواطنين من مقاطعة تشيسترفيلد
”الحجاب”
تقول كيتي إن أول ما سأل عنه ضباط الإطفاء كان عن الحجاب “ما هو؟ كيف يلبس؟ هل هو مقاوم للحرق؟ ماذا لو أصبت أثناء عملية إنقاذ؟ هل يمكننا خلعه لمساعدتك؟” لمساعدتهم في تاخذا قرار قبولها.
بدأت دائرة الإطفاء في تشيسترفيلد بمساعدة كيتي بالبحث عن حجاب مناسب لمهمة فرق الإطفاء، “استقر الأمر بنا على حجاب الأميرة، فهو سهل ويناسب عملي في الإطفاء”. وبالفعل حصلت على الموافقة وبدأت التدريب والمرور بالخطوات المطلوبة لتصبح ضابطة مؤهلة.
كيتي أمين هاجرت من فلسطيني إلى الولايات المتحدة وهي في عمر الـ١٣
حالة طوارئ
أثناء محاضرة كيتي، شعر الحاضرون بأن أمرا ما يحصل، غادرت الفتاة القاعة بسرعة إلى سيارة إنقاذ استقلتها مع السائق ومساعدتها، لينطلق صوت جهاز الإنذار.
إنها مهمة إنقاذ، اتضح فيما بعد أنها استجابة لمستغيث يعاني من ضيق في التنفس. كان الأمر مثيرا، تنسيق من دون فوضى، وسرعة مكنت كيتي من الوصول إلى الحالة في دقائق قليلة من لحظة استقبال الاتصال.
حين عادت كيتي إلى مقر دائرة الإطفاء ترجلت من سيارة الإنقاذ وبدأت ترسل إشارات للسائق كي يصطف بطريقة الاستعداد لأي حالة طواري أخرى.
دخلت إلى القاعدة من جديد، سألها شخص ممازحا، “لماذا لم تعلمينا أنك ذاهبة؟” فأجابته بأن ذلك يستهلك وقتا، ويؤخر الوصول إلى الحالة التي تحتاج على مساعدة.
أحمل رسالة
تقول كيتي لـ “موقع الحرة” إنها تحمل رسالة للمجتمع الأميركي لتعريفه بالصورة الحقيقية عن المرأة المحجبة والعربية وحتى المسلمة، “لأن هناك صورة نمطية عنها، ولابد لنا أن نختلط بالآخرين ونتطوع ونظهر لكل العالم أننا قادرون على عمل كل شيء يمكن أن يسهم في إسعاد الناس ويحسن حياتهم”.
وفقا لإحصاءات 2017، يعمل أكثر من مليون عنصر بين موظف ومتطوع في دوائر الإطفاء الأميركية، منهم نحو 78 ألف امرأة. ويحظى هؤلاء بتقدير واحترام كبيرين في أوساط الأميركيين الذين ينظرون إليهم كأبطال.