استقبلت شاشة ناسداك في “تايمز سكوير” بنيويورك، أربع لوحات للخطاط السعودي ماجد اليوسف، تتويجاً لجهد سنوات طويلة من التفاني والعشق للخط العربي بكل أشكاله.
وبحسب “العربية نت” كان اليوسف أنجز للتو تظاهرة فنية تكونت من 23 لوحة عرضت في قاعة FN designs بدبي، أظهر فيها ماجد قدرته على دمج جمال الخط العربي وزخرف رسم الحروف في إعادة جادة لتقاليد أصالة الخط العربي والمخطوطات القديمة، ليرتقي بالعين إلى فضاءات روحانية تزيدها الألوان عمقاً.
في هذه اللوحات تعامل الفنان ماجد اليوسف مع الخط العربي وتحديداً خط الثلث الجلي كعنصر جمالي، بتكوينات حديثة ذات طابع تجريدي يجعلها تبدو مناسبة للتواصل مع العالم الفني، سواء كان المتلقي يجيد قراءة اللغة العربية أو يجهلها، فعمد لعرض تكويناته في صدر لوحاته، ليبقي عشاق الخط العربي أمام لوحة مكتملة الأركان، تستقي جمالها من حركات الحروف وميلها واتساقها، من حنوها وقسوتها ومن التئامها وتنافرها.
وأوضح اليوسف في حديث ننقله عن”العربية.نت” أن “الهدف الرئيسي من عرضها، هو مخاطبة محبي الخط العربي عالمياً، بعد أن صاغ التشكيل الحرفي في فن الخط العربي، ليعرض بنسق آخر لم تعتد عليه العين، ولم تألفه أنظار المحبين لهذا الفن”، فاستطاع أن يضع فن الخط في مكانته الصحيحة بين بقية الفنون الحديثة، كعنصر فريد لا يتسم بالجمود ويمتلك مقومات التوليف والتجدّد.
وأدرك ماجد انجذاب الناس لهذا الفن فدفعه ذلك للبحث عن ضوء في آخر النفق، ليستعيد من خلاله بريق هذا الفن العريق عبر مزجه بالفن الإسلامي وزخرفته المنمقة، يجسد بها قيماً إنسانية وإسلامية تجمع بين تقليدية الخط العربي وحداثة التناول، إذ قدمها بلغة خاصة مع زخرفات تجاور كلمات مثل محبة، وهو ما أعطى للوحة طابعاً شرقياً لافتاً، ويعبر عن تعلقه بالخط كفن روحاني، ويظهر تأثره بالخط العربي الثلث الجلي، خصوصاً في لوحاته التي نثر الحروف العربية فيها على الورق ولازمه حبها حد العشق لتبدع أنامله تجارب منفردة في اللون والعلاقة البصرية بين شكل الحرف ومكانه على سطح اللوحة يجسد فيها كلمات نصر، فوز، حب، من أقوال حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بحسب اليوسف.
ولا يقدّم اليوسف في لوحاته نماذج من العزف الحِرَفي لإيقاعات مكرّرة تقليدية بل اختار مساراً مختلفاً، فأعاد صياغة جماليات فن الخط العربي، لتسكن بين حروفه التي يرسمها أسرار قيم إنسانية، ووسط كلماته وجمله التي تتراقص معانيها على سطح الورق يتجلى الألق الذي يمثله التفرّد في وقع الخط والتقائه بالسطح، حيث نقاطه الهندسية المميزة التي تتراقص بين استقامة الحروف والتوائها التي تميزت بالرقي والأناقة ليثبت للعالم خلود الحرف والتراث والخط العربي على مر الزمن.