منيرة الجمل
شهدت محكمة مانهاتن الفيدرالية، يوم الثلاثاء، شهادة الصحفية الإيرانية المنفية، مسيح علي نجاد، التي وصفت اللحظة المرعبة عندما حدّق فيها قاتل مأجور مباشرةً عبر رقعة عباد الشمس في حديقة منزلها، بينما ظنت في البداية أنه مجرد شخص يُعجب بجمال الحديقة.
تفاصيل محاولة الاغتيال
وقعت الحادثة في 28 يوليو/تموز 2022، عندما ألقت الشرطة القبض على خالد مهدييف، القاتل المحترف البالغ من العمر 27 عامًا، وهو يرتدي قناع تزلج ويحمل بندقية كلاشنكوف محشوة بالذخيرة، داخل سيارته المتوقفة بالقرب من منزل علي نجاد في حي فلاتبوش، بروكلين.
علي نجاد، الناشطة في حقوق المرأة، والمستهدفة من قِبَل الحكومة الإيرانية منذ فرارها من إيران عام 2009، روت تفاصيل الحادثة قائلة إنها عادت من رحلة إلى سان فرانسيسكو في ذلك اليوم، ولاحظت وجود “رجل ضخم” يراقبها
وقالت في شهادتها: “كنت مع صديق، دخلت حديقة منزلي الخلفية وأمسكت ببعض الطماطم والريحان والخيار استعدادًا لرحلتي إلى كونيتيكت. أثناء سيري في ممر السيارات، رأيت هذا الرجل الضخم يحدق بي.”
القاتل المحترف.. تحت المراقبة والقبض عليه
عند استجوابها حول مواصفات الجاني، وصفته بأنه “عملاق”، لكنه بدا لها في البداية كشخص عادي يتجول في المنطقة. وأضافت أنه كان يحمل هاتفًا ويتحدث، ما جعلها تعتقد أنه يحاول بدء حديث معها.
لكن سرعان ما تزايدت شكوكها عندما دخلت منزلها وعادت لاسترجاع مفتاح نسيته، لترى القاتل يحدق مباشرة في عينيها. وتابعت:“كان يحدق في عينيّ كما لو كنت زهرة عباد الشمس، حينها شعرت برعب شديد، لكنني لم أكن أعلم السبب.”
في تلك اللحظة، لم تكن تعلم أن مهدييف كان في الحقيقة مكلفًا بقتلها، بأوامر من رأفت أميروف وبولاد عمروف، وهما مواطنان أذربيجانيان متهمان بتوظيفه لتنفيذ عملية الاغتيال.
عملية الاغتيال الفاشلة واعتقال الجاني
كشفت التحقيقات أن الحكومة الإيرانية دفعت نصف مليون دولار إلى أميروف وعمروف لتنفيذ العملية. لكن المحاولة فشلت بسبب سلسلة من الأخطاء، إذ أثار مهدييف الشكوك عندما حاول فتح باب سيارته أكثر من مرة، وطلب الطعام أثناء اختبائه بالقرب من منزل الصحفية، ثم تجاوز إشارة توقف، مما أدى إلى ملاحقته واعتقاله من قِبل الشرطة.
عند تفتيش سيارته سوبارو فورستر ذات لوحات تسجيل من إلينوي، عثرت الشرطة على بندقية هجومية محشوة، قناع تزلج، وذخيرة جاهزة للاستخدام. وفي وقت لاحق، أقرّ مهدييف بذنبه واعترف بأنه تقاضى 30 ألف دولار لقتل علي نجاد، ثم قرر التعاون مع السلطات الفيدرالية. ومن المتوقع أن يواجه 15 عامًا على الأقل في السجن بعد إدانته بمحاولة القتل وحيازة أسلحة نارية
استهداف متكرر للصحفية المنفية
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تُستهدف فيها مسيح علي نجاد في الولايات المتحدة، فقد سبق أن تم اتهام مسؤول استخباراتي إيراني وثلاثة آخرين في عام 2021 بالتخطيط لاختطافها ونقلها إلى إيران بالقوة.
ورغم نفي إيران لتورطها في هذه المؤامرات، أكدت علي نجاد أن محاولات إسكاتها جعلتها أكثر إصرارًا على الدفاع عن حقوق النساء الإيرانيات، قائلة:“لن أتوقف عن إيصال صوت النساء الشجاعات داخل إيران، اللواتي يواجهن القتلة أنفسهم كل يوم”.