شهدت عدة محافظات جزائرية، اليوم الخميس، سلسلة مظاهرات احتجاجية ضد استمرار الرئيس الحالي، عبدالعزيز بوتفليقة، البالغ من العمر (81 عامًا) لولاية خامسة.
على نحو متزامن أتى الحراك الشعبي المضاد، بعد أيام على الرسالة التي بعث بها بوتفليقة إلى مواطنيه، وكشف فيها عن ترشحه لفترة خامسة في رئاسيات 18 أبريل القادم، أبدى الآلاف من الجزائريين رفضهم التام للخطوة؛ بحكم إجماعهم على ”تردي الوضع الصحي للرجل الذي يقود الجزائر منذ ربيع العام 1999“.
وشهدت حواضر عنابة، برج بوعريريج ووهران، نزولًا جماهيريًا كثيفًا، وجرى رفع شعارات مناوئة للولاية الخامسة، في مسيرات سلمية.
https://www.facebook.com/23000annaba/videos/2501870059873123/?t=0
وعجّت شبكات التواصل الاجتماعي بتفاعل واسع مع الحراك المضاد للولاية الخامسة، بينما جرى استحداث عدة صفحات من قبيل: ”لا للعهدة الخامسة“، ”الكلمة للشعب“، ”الحلّ في يد الشعب“، وغيرها.
واللافت أنّ قوات الأمن تحاشت الاحتكاك بالمتظاهرين، مثلما فضلت عدم تفريق المسيرات، كما جرت عليه العادة منذ مسيرة أعراش القبائل في 14 يونيو 2001، علمًا أنّ رئيس الوزراء، أحمد أويحيى، توعدّ قبل أسبوع، بأنّ السلطات ”لن تكون رحيمة مع أي حراك مضاد في الشارع المحلي“.
https://www.facebook.com/481560675532399/videos/1245965928885396/?t=0
وبلهجة قوية، قال أويحيى: ”الدولة قادرة على التحكم في الشارع، ومنع الفوضى“، في إحالة على استعداد قائد الجهاز التنفيذي على إحياء منهجه الشهير منذ يناير 1995، والموسوم سيف الحجاج.
وتنوي حركة ”مواطنة“، وعدة أحزاب سياسية، التصعيد ضدّ ما تسميها ”مهزلة الفترة الرئاسية الخامسة“، ويتعلق الأمر بجبهة القوى الاشتراكية، وجبهة العدالة والتنمية، فضلًا عن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية التي أعلنت مقاطعتها رئاسيات 18 نيسان/ أبريل القادم، بدعوى أنّها ”محسومة سلفًا“.
https://www.facebook.com/saidboudourr/videos/1927729367353553/?t=0
وفي تعليق له، أوعز، مجيد مناصرة، الوزير السابق والقيادي في حركة مجتمع السلم المعارضة (إخوان)، أنّ ردّ فعل مواطنيه طبيعي ويؤشر على ”تطلعهم لتغيير سلس، بعيدًا عن التخويف والتعسف في استعمال السلطة“، مضيفًا: ”الديمقراطية عندنا أريد لها أن تتحول إلى أسلوب في منع التداول وطريقة في الحكم الدائم من الصندوق إلى الصندوق، وبالتالي يكون الحكم النهائي على إصلاحات الرئيس بالفشل التام؛ لأنها إصلاحات بدون تغيير، بل هي إصلاحات في الاتجاه المعاكس“.