اعتقلت السلطات الأسترالية أربع ناشطات “عاريات الصدر”، نظمن وقفة أمام قنصلية الرياض في سيدني تأييدا لطالبة اللجوء السعودية، رهف محمد القنون.
أفادت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، أن “النساء الأربع، وهن لا يرتدن إلا بنطال جينز، نظمن صباح اليوم الخميس 10 يناير، مظاهرة أمام مقر القنصلية السعودية، مطالبات حكومة كانبيرا بمنح حق اللجوء للشابة السعودية الموجودة حاليا في العاصمة التايلاندية بانكوك تحت رعاية مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة”.
ونشرت الوكالة صورا للناشطات اللواتي كتب على ظهورهن العارية شعار “مجموعة الأخوات السرية”، وهن يحملن لافتات كتبت عليها عبارات “اسمحوا لها بالدخول” و”رهف بطلة مجموعة الأخوات” و”الأمن والحرية لجميع النساء”.
وشددت مؤسسة “مجموعة الأخوات السرية”، جاكي لاف، على أن الناشطات خرجن إلى الشارع بهدف تشجيع الحكومة على تلبية طلب لجوء السعودية الفارة التي سبق أن منحتها الأمم المتحدة صفة اللاجئ، قائلة إن رهف قد تكون أيقونة للعالم كله لأنه “لا يمكن اضطهاد المرأة، ويتعين على النساء الفرار من الدول التي يتعرضن فيها للقمع”.
وتابعت الناشطة، أنها وزميلاتها قررن التظاهر عاريات، للتشديد على حق المرأة في التعبير عن نفسها بشكل حر وآمن، مؤكدة أنهم جمعن التبرعات لصالح الشابة السعودية، وتم جمع نحو ثلاثة آلاف دولار ضمن إطارها حتى صباح اليوم.
وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين، في وقت سابق، اليوم الخميس بعد وصولها بانكوك في زيارة كانت مقررة قبل أن تطلب رهف اللجوء: “بعد إحالات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تتخذ أستراليا الخطوات التي يتعين أن نقوم بها فيما يتعلق بعملية التقييم، وبعد اكتمالها، سيصدر إعلان”، وذلك وفقا لـ”رويترز”.
وأكدت الحكومة الأسترالية، أمس الأربعاء، أن الأمم المتحدة طلبت من أستراليا دراسة استقبال الشابة السعودية رهف القنون كلاجئة، بعد أن فرت إلى تايلاند خشية أن يقتلها أهلها.
وقالت وزارة الأمن الداخلي الأسترالية، في رسالة بالبريد الإلكتروني: “أحالت المفوضية رهف محمد القنون إلى أستراليا لبحث استقبالها كلاجئة”، وذلك بعد أن أقرت المفوضية بتصنيفها كلاجئة، وذلك وفقا لـشبكة “9News” الأسترالية.
وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الاثنين الماضي، أن السلطات في تايلاند سمحت لفريق تابع لها بالتواصل مع الفتاة السعودية العالقة في مطار بانكوك بعد هربها من أهلها، لتقييم طلبها للجوء، وإيجاد حل فوري لموقفها.
وبحسب بيان المفوضية، قالت الفتاة لمجموعات حقوقية ووسائل إعلام إنه تم توقيفها في مطار بانكوك أثناء عبورها من رحلة من الكويت، وأنه تم سحب جواز سفرها، وقالت إنها هربت من أهلها خوفا على حياتها، وأنها كانت تخطط للتوجه إلى أستراليا لطلب اللجوء. وتقول الفتاة إنها هربت من عائلها بسبب تعنيفها جسديا ولفظيا وحبسها في المنزل، وتهديدها بالقتل أو المنع من الدراسة.
ووصلت رهف القنون (18 عاما) إلى بانكوك، يوم السبت الماضي، سعيا للحصول على اللجوء، وقالت السفارة السعودية في تايلاند إنها تنفي التقارير التي قالت إن الرياض طلبت بتسليم الشابة السعودية رهف محمد القنون التي طلبت اللجوء في تايلاند. وقالت عبر حسابها الرسمي على “تويتر”: “السفارة السعودية في تايلاند تنفي جملة وتفصيلا تقارير عن طلب الرياض تسليم شابة سعودية تطلب اللجوء في تايلاند”.
وفرت رهف محمد القنون (18 عاما) من أسرتها وتحصنت داخل غرفة في فندق بمطار بانكوك الدولي لتجنب ترحيل السلطات التايلاندية لها، ثم سمحت لها السلطات بمغادرة المطار بعد محادثات مع وكالة الأمم المتحدة للاجئين.
ووصلت رهف محمد القنون إلى بانكوك، يوم السبت الماضي، قادمة من الكويت وقالت إنها تخشى أن تقتلها أسرتها إذا أجبرت على العودة لبلادها.
وأصدرت الفتاة السعودية، أول تعليق لها، وقالت، يوم الاثين الماضي، على حسابها، غير الموثق على “تويتر”: “أنا رهف، سمعت أن والدي وصل للتو، وهذا يقلقني كثيرا”، مضيفة: “أريد أن أذهب إلى دولة أخرى لطلب اللجوء السياسي فيها”.
وتابعت: “لكني أشعر بالأمان الآن، تحت حماية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بموافقة السلطات التايلاندية”، مشيرة إلى أنها حصلت على جواز سفرها، الذي تم سحبه منها في وقت سابق.