أجل الرئيس الأمريكي جو بايدن رحلته المقررة إلى ألمانيا وأنغولا هذا الأسبوع بسبب التهديد الذي يشكله إعصار ميلتون، المتوقع أن يضرب الساحل الغربي لولاية فلوريدا يوم الأربعاء. وكان من المقرر أن يغادر بايدن إلى برلين يوم الخميس قبل أن يسافر إلى أنغولا، على أن يعود إلى الولايات المتحدة في 15 أكتوبر. هذه الرحلة كانت ستكون أول زيارة له إلى القارة الإفريقية كرئيس، حيث كان من المخطط أن يلتقي بالرئيس الأنغولي جواو لورينسو لمناقشة قضايا تتعلق بالأمن المناخي والتحول إلى الطاقة النظيفة وتعزيز الديمقراطية.
صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، في بيان أن بايدن قرر تأجيل الرحلة للإشراف على الاستعدادات لمواجهة إعصار ميلتون الذي يتوقع أن يكون من الأعاصير الكبرى في تاريخ الولاية. وأضافت أن الرئيس يواصل متابعة تأثيرات إعصار هيلين الذي ضرب مناطق في الجنوب الشرقي قبل أسابيع، مشيرة إلى أن الحكومة الفيدرالية تعمل على تعبئة الموارد اللازمة لمواجهة التحديات التي قد تطرأ نتيجة الإعصار الجديد.
في تصريحاته حول الإعصار، أكد بايدن أن إعصار ميلتون قد يكون “أحد أسوأ الأعاصير” التي تضرب فلوريدا في القرن الأخير، داعيًا السكان في المناطق المهددة إلى ضرورة الإخلاء الفوري. ووصف هذا الأمر بأنه “مسألة حياة أو موت”. وأوضح أن الإدارة الأمريكية قد قامت بنشر فرق الإنقاذ والمساعدات الطارئة لضمان استجابة سريعة وفعّالة، كما تم توفير الدعم اللازم للمناطق المتضررة من إعصار هيلين. وأكد بايدن أن حكومته جاهزة لتقديم كل المساعدة المطلوبة، بالتعاون مع السلطات المحلية.
من جانب آخر، استغل الرئيس السابق دونالد ترامب الفرصة لانتقاد تعامل إدارة بايدن مع الكوارث الطبيعية، حيث اتهمها بالتباطؤ في التعامل مع إعصار هيلين. كما ادعى ترامب أن وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية (FEMA) قد استنفدت أموالها بسبب استخدامها في قضايا متعلقة بالمهاجرين غير الشرعيين. إلا أن هذه الادعاءات وُصفت بأنها “سخيفة وغير صحيحة” من قبل مسؤولي الوكالة، الذين أكدوا أن موارد الوكالة كافية للتعامل مع كل من إعصاري هيلين وميلتون.
من المتوقع أن تصل قوة إعصار ميلتون إلى ذروتها عند وصوله إلى الساحل الغربي لفلوريدا، حيث لا تزال الولاية تعاني من آثار الدمار الذي خلفه إعصار هيلين. كما حذرت هيئة الأرصاد الجوية من التأثيرات الكارثية المتوقعة، وحثت سكان المناطق الأكثر عرضة للخطر على اتخاذ كافة التدابير الاحترازية والإخلاء فورًا.
إلى جانب تأجيل رحلته، أكد بايدن أنه لا يزال ملتزمًا بزيارة ألمانيا وأنغولا في وقت لاحق، مشيرًا إلى أن الأولوية الآن هي لمتابعة التحضيرات والإشراف على الجهود الحكومية في التعامل مع الإعصار. وعبّر المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن تفهمه لقرار بايدن، مشددًا على أن السلامة العامة هي الأهم في هذه الأوقات الحرجة.