شهدت مدينة نيويورك أمس السبت انطلاق عملية التصويت المبكر للانتخابات التمهيدية لمنصب العمدة، وسط إقبال غير مسبوق من الناخبين، حيث تضاعفت أعداد المشاركين مقارنة بانتخابات عام ٢٠٢١. وتستمر فترة التصويت المبكر حتى يوم الأحد ٢٢ يونيو، قبل يوم الانتخابات الرسمي في ٢٤ يونيو.
وتشهد هذه الانتخابات منافسة حادة بين ١١ مرشحاً ديمقراطياً، بينما قرر العمدة الحالي إريك آدامز خوض الانتخابات كمستقل في نوفمبر المقبل، في خطوة غير مسبوقة. ويتصدر الحاكم السابق أندرو كومو استطلاعات الرأي حتى الآن، وسط منافسة قوية من رئيسة مجلس المدينة أدريان آدامز وعدد من المرشحين التقدميين.
نظام التصويت التفضيلي وأهميته للناخبين المهاجرين
ستستخدم المدينة للمرة الثانية نظام “التصويت التفضيلي” الذي يسمح للناخبين بترتيب خمسة مرشحين حسب الأفضلية. وفي حال عدم حصول أي مرشح على أكثر من ٥٠٪ من الأصوات، يتم استبعاد المرشح الحاصل على أقل عدد من الأصوات وتوزيع أصواته على الخيارات التالية للناخبين، وهكذا حتى يتبقى مرشحان فقط.
يقول محمد العبدلي، مدير مشروع المشاركة المدنية في الجالية العربية بنيويورك: “هذا النظام يمنح الجاليات المهاجرة فرصة أكبر للتأثير في النتائج، حتى لو لم يكن مرشحهم المفضل من المتصدرين. نحن نشجع الجميع على المشاركة وفهم كيفية ترتيب خياراتهم بشكل استراتيجي”.
وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها اليوم الأحد من الساعة التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساءً، وتختلف ساعات العمل خلال الأيام المقبلة. ويمكن للناخبين التحقق من موقع التصويت الخاص بهم عبر الموقع الإلكتروني لمجلس الانتخابات.
قضايا تهم المهاجرين في سباق العمدة
تتصدر قضايا الإسكان والأمن العام والهجرة أولويات الناخبين في هذه الانتخابات. وقد تعهد معظم المرشحين بمعالجة أزمة السكن المتفاقمة في المدينة، حيث تجاوز متوسط الإيجار في مانهاتن ٤٠٠٠ دولار شهرياً للمرة الأولى في تاريخ المدينة، مع ارتفاع الإيجارات بنسبة تزيد عن ٤٪ في أحياء بروكلين وكوينز.
ويعتبر هذا السباق الانتخابي من أكثر السباقات أهمية للجاليات المهاجرة، حيث سيحدد الفائز سياسات المدينة تجاه قضايا الهجرة والإسكان والتعليم والخدمات الاجتماعية للسنوات الأربع المقبلة.