تحيي الولايات المتحدة “يوم الذكرى” المتعلقة بذكرى جنودها القتلى، وخلال هذه المناسبة شن المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، هجوما شرسا على خصومه السياسيين، حيث استغل المناسبة ليصف مناوئيه بأنهم “حثالة بشرية”.
فبينما كان الأمريكيون يكرّمون جنودهم الذين سقطوا في ساحات المعارك والحروب السابقة بزيارة قبورهم ولقاء أفراد العائلة والأصدقاء على موائد الطعام، نشر الرئيس الجمهوري السابق على منصته “تروث سوشال” مساء أمس الاثنين، منشورا وصف بالقاسي في حق من يصنفهم على أنهم خصومه.
ومن بين من شملهم الهجوم القضاة الذين يشرفون على القضايا المرفوعة ضده، سواء تلك المدنية المتعلقة بالاعتداء الجنسي والاحتيال، أو الجنائية التي تتهمه بشراء صمت نجمة إباحية ومحاولة قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية.
إذ تمنّى ترامب، في منشوره “يوم ذكرى سعيد للجميع، بما في ذلك الحثالة البشرية التي تعمل بجهد كبير لتدمير بلدنا الذي كان عظيما في السابق”، حسب قوله.
كما وصف أحد القضاة بأنه “أحمق”، وطاول هجومه أيضا الكاتبة الصحافية السابقة إي جين كارول التي ربحت دعوى ضده مع تعويض بمبلغ 88 مليون دولار في قضية اعتداء جنسي.
https://x.com/BidenHQ/status/1795117034302238818?t=bgUOywqYRCLnzSRFEu6fVg&s=19
لكنه عاد ونشر في تعليق منفصل، صورة لنفسه وهو يؤدي التحية لقبر مغطى بالعلم الأمريكي، مرفقة بتعليق “لا يمكننا استبدالهم أبدا.. لا يمكننا أبدا رد الجميل لهم، لكن يمكننا أن نتذكرهم دائما”.
إلا أن هذا التعليق لم يشفع له، فقد أثارت كلماته موجة انتقادات عارمة من قبل أنصار الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن.
لا سيما أن لهجة ترامب الحادة أتت متناقضة جداً مع التعليقات التي أدلى بها بايدن في هذه المناسبة خلال زيارته السنوية إلى مقبرة أرلينغتون الوطنية قرب واشنطن، أمس الاثنين.
إذ قال بايدن في كلمة إن المقبرة تضم رفات جنود قتلوا في جميع الحروب التي خاضتها البلاد، بدءا من الحرب الأهلية بين عامي 1861 و1865، مرورا بالحربين العالميتين في أوروبا ووصولا إلى حربي العراق وأفغانستان في عصرنا الحالي.
من جهتها، لم تفوت حملة بايدن الفرصة للتصويب على خصمه اللدود من خلال تصريحات ترامب هذه، إذ نشرت على حسابه في منصة “إكس” أمس، صورة لمنشور الرئيس السابق، معلقة عليه بعبارة مقتضبة مفادها “بمناسبة يوم الذكرى لم يتطرق ترامب للجنود الذين سقطوا، لكنه بدل ذلك وصف من لا يدعمه بالحثالة”.
يذكر أنه سبق لترامب الذي يتقدم في العديد من استطلاعات الرأي بينما يستعد لمواجهة بايدن في انتخابات نوفمبر المقبل، أن وصف اليساريين الأميركيين بـ”الحشرات”، والمهاجرين الذين يعبرون الحدود من المكسيك بأنهم “يسممون دماء البلاد”.
ومنذ أشهر تستعر المواجهات الكلامية بين المرشحين البارزين، إذ تبادلا ولا يزالان شتى أنواع الانتقادات التي وصلت أحياناً كثيرة حد الشتيمة.