تحتجز محكمة نيويورك الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يومياً لعدة ساعات في قضية تقديم رشوة لممثلة إباحية، وعلى الرغم من ذلك يستطيع استغلال الحدث لصالحه في جولاته الانتخابية.
ما يفعله ترامب بعد خروجه من المحاكمة يطلق صافرات الإنذار داخل الحزب الديمقراطي، حيث زار ترامب منطقة بوديجا التي تعرض فيها رجل للطعن حتى الموت في عام 2022، للتأكيد على انتشار الجريمة.
وكان ظهور ترامب يوم الثلاثاء بمثابة تذكير بقدرة ترامب ليس فقط على صنع عرض جانبي، بل على تحويله إلى عمل رئيسي كمرشح رئاسي.
وإذا كان اليومان الأولان من محاكمة ترامب الجنائية قد كشفا عن التكلفة التي تتحملها حملته الرئاسية نتيجة احتجازه في قاعة محكمة في نيويورك، فإن زيارته إلى بوديجا كشفت عن الفرص وفقا لبوليتكو.
وقالت أليس ستيوارت، الخبيرة الاستراتيجية الجمهورية والمخضرمة في الحملات الرئاسية السابقة: “هناك ما يمكن قوله بالنسبة له وهو يعتقد أن هذه المحاكمة وتوقيت هذه المحاكمة يمكن أن يكون لهما تأثير عكسي على إسكاته”. “إن قضاء ساعات طويلة في قاعة المحكمة أمر متعب ومؤلم. ولكن بمجرد خروجه من قاعة المحكمة، يمكنه تعويض الوقت الضائع”.
وقال ترامب يوم الثلاثاء إنه سيقوم “بحملة انتخابية” خلال المحاكمة. ومن المحتمل أن تكون زيارة بوديجا هي الأولى من بين العديد من هذه الزيارات. وقال مستشاروه، حتى في بعض أيام المحاكمة، إنه يتوقع أحداثًا شخصية وافتراضية.
وهذا الأسبوع، كان الأمر أشبه بحملة “ترامب لمنصب الحاكم” أو “ترامب لمنصب عمدة المدينة” وقال ترامب: “كل شيء في نيويورك فاشل، والعالم كله يراقب”.
وفي مثل هذه التوقيت، كان من المبالغة أن يقول ترامب إنه “سيقوم بلعب حملة ثقيلة لصالح نيويورك” وهي الولاية التي لم تصوت لصالح جمهوري لمنصب الرئيس منذ عام 1984، وهي الولاية التي خسر فيها ترامب أمام الرئيس الحالي جو بايدن بأكثر من 23 نقطة مئوية في عام 2020.
ولكن بينما كان يتحدث مع الصحافيين في نيويورك، معقل السياسة الديمقراطية، بدت قراءة ترامب للمشهد الإخباري إن لم يكن للمشهد السياسي في محلها. وفي عاصمة الإعلام، قال ترامب إنه يشتبه في وجود “صحافة هنا أكثر مما لو خرجت إلى مكان جميل”.
وقال ديف كاتالفامو، المستشار الجمهوري في نيويورك “إنه على حق” مضيفا منحوا ترامب “منصة”، والرئيس السابق “يستغلها ببراعة”.
وقال كاتالفامو في إشارة الى الصحافة الصاخبة في نيويورك “الطريقة التي نستقبل بها أخبارنا الآن، والطريقة التي يتم بها تغطيتها يستغلها ترمب ويصعد على المسرح المعروض أمامه
وكان جوهر زيارة ترامب بمثابة ارتداد لرسائل ترامب في حملة عام 2020، في أعقاب الاحتجاجات المناهضة للشرطة في أعقاب مقتل جورج فلويد، وفي محاولة لتكرار خطاب “القانون والنظام” الذي اتبعه نيكسون قبل نصف قرن، هاجم الديمقراطيين بتهمة ارتكاب جرائم في أكبر المدن التي يديرها الديمقراطيون في البلاد.
ووسط التشابكات القانونية التي يواجهها ترامب، خدم هذا الموضوع غرضًا آخر بالنسبة له، وهو إلقاء ظلال من الشك على النظام القانوني، تمامًا كما فعل مع النظام الانتخابي في عام 2020، حيث صوّر متهميه على أنهم حزبيون في محاولة لتشويه سمعتهم. وخارج المتجر، وصف ترامب محاكمته بأنها “مزورة”، وقال عن القاضي الذي يشرف على قضيته: “لم يكن هناك قاض متضارب إلى هذا الحد من قبل”.
وقد ادعى ترامب مرارا أن القاضي خوان ميرشان لديه تضارب في المصالح، وقد طلب محامو ترامب من القاضي التنحي عن القضية من دون جدوى.
وفي العام الماضي، رفضت لجنة الأخلاقيات القضائية في نيويورك ادعاءات ترامب بأن ميرشان متحيز، وخلصت إلى أن “حياد القاضي لا يمكن التشكيك فيه بشكل معقول”.
وهناك سبب للاعتقاد بأن ترامب قد يحقق بعض النجاح في هذا النوع من النقد.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وجد استطلاع للرأي أجراه مركز AP-NORC لأبحاث الشؤون العامة أن 44% من الأميركيين “ليسوا واثقين تمامًا” أو “غير واثقين على الإطلاق” من أن المدعين العامين في نيويورك يعاملون ترامب بشكل عادل، وأن 22% آخرين فقط “إلى حدٍ ما أو واثقون”.
ولكن بغض النظر عن موقف المشاهدين من ترامب، فقد استطاعوا على الأقل أن يروا في ظهوره يوم الثلاثاء نوع الرئيس السابق الذي يستمتع بالبهجة التي عرفوها. وهذا يتناقض بشكل حاد مع الفترة التي قضاها في المحكمة، والتي كانت في معظم الحسابات بمثابة انهيار له.
