عبّرت المذيعة المصرية آية جلال، عن فخرها الكبير كونها أول إعلامية محجبة تظهر على شاشة قناة إخبارية أمريكية، حيث ظهرت على قناة (WFSB) الإخبارية التابعة لشبكة (CBS) الأمريكية، لتقدم التغطية الإخبارية الخاصة بالقناة يوم السبت الماضى.
ونشرت آية عبر حسابها بموقع «تويتر»، صورة لها خلال تقديم الأخبار، لتحتفي بهذه اللحظة التاريخية المميزة لها، وعلقت علي الصورة: «اليوم كانت أول مرة أظهر فيها على أخبار WFSB.. وهذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها امرأة محجبة في ولاية كونيتيكت.. متحمسة لهذا الحدث المهم الشخصى والمهنى.. أتمنى للجميع إجازة سعيدة وآمنة».
وشاركت آية عبر حسابها بالكثير من التغريدات للعاملين معها بالقناة أثناء ترحيبهم بها للعمل معهم، موجهة لهم الشكر، قائلة: «حقًا إنه لشرف وفخر كبير.. شكرًا لكم جميعًا على رسائلكم الرقيقة.. إنها تعني الكثير لي».
وقالت آية خلال حديثها مع صحيفة محلية: «كنت أخشى أنه بسبب حجابي، لن تقبلني أي محطة إخبارية لشغل موقع على الهواء، ولهذا السبب ذهبت في البداية للحصول على وظيفة خلف الكواليس، لكن زملائي دفعوني إلى ذلك».
ولم يكن طريق آية جلال ميسراً في الإعلام الأمريكي، ولكنها استطاعت أن تشق طريقها دون أن تتخلى عن جذورها وتقاليدها وتكتسب المزيد من الخبرات عبر سلسلة من الوظائف والمهام التي أدتها بكفاءة واقتدار.
إذ تخرجت في جامعة كوينيبياك، حيث تخصصت في الصحافة والعلوم السياسية.
وتميزت آية بتقاريرها الشاملة ومقاطع الفيديو الخاصة بها، وحرصها على الحقيقة مع «تغليفها» بكلمات رشيقة ومؤثرات تبرزها وتقربها للمشاهدين ما جعلها تنال تكريماً خاصاً من قِبل جمعية كونيتيكت للصحفيين المحترفين وجائزة Pinnacle College Media Award.
كما حصلت على جائزة الإنجاز الأكاديمي من جمعية الخريجين لحصولها على أعلى مكانة مدرسية في فصلها.
دراستها وحياتها العملية
وأثناء وجودها في جامعة كوينيبياك، كانت عضوة نشطة في الجمعيات الطلابية وشغلت منصب مديرة الأخبار في Q30 Television، المحطة التلفزيونية الرسمية التي يديرها الطلاب في الجامعة.
وعملت آية أيضاً كمساعدة إنتاج في شركة للإنتاج، حيث ساعدت في تحرير مشاريع الوسائط المتعددة لموقع كوينيبياك على الويب ومنصات الوسائط الاجتماعية.
وخلال سنتها الأخيرة في الجامعة، تدربت آية في WTNH، حيث كتبت قصصاً لموقع News 8 على الويب.
كما شغلت منصب مديرة الويب لتلفزيون Q30 وكثيراً ما كانت تعمل في مجال تقديم التقارير والإرسال في نشرات الأخبار.
وتذكر أنها خلال صيف عام 2016، غطت وهي متدربة المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في فيلادلفيا.
وبالإضافة إلى الكتابة، فهي تحب السفر والقراءة بصحبة فنجان من القهوة.
أجرها
ويقدر راتب جلال بين 54.240 دولار و82.960 دولار. بحسب تقديرات الأجور للصحفي في هارتفورد، كونكتيكت، الولايات المتحدة الأمريكية.
بالمقابل، تصل ثروة آية إلى ما يقرب من 350 ألف دولار رغم سنوات عملها القصيرة، واستطاعت المذيعة المحجبة أن تتغلب على خجلها أمام الكاميرا، وتثبت أنها محاورة صعبة المراس، ملمة بكل تفاصيل ودقائق أي موضوع تتناوله أو أي شخص تحاوره.
وساعدها على التميز إصرارها على أن تتقن ببراعة اللغتين الإنجليزية والفرنسية بجانب العربية بالطبع، ما جعلها الأكثر تفوقاً بين أقرانها.
وكانت آية قلقة في البداية من أن المحطات الإخبارية لن تقبلها كمذيعة تلفزيونية بسبب حجابها، ولهذا ذهبت في البداية للحصول على وظيفة خلف الكواليس، ولكن زملاءها شجعوها على تحقيق حلمها في أن تصبح مذيعة.
وأثبتت أنها تتحمل ضغوط العمل، خاصةً أنها كانت تستيقظ في الفجر للذهاب لمقر عملها لإعداد التقارير الصباحية.
وقالت إنها على مدار سنوات، لاحظت كيف يتم تشويه صورة المسلمين في وسائل الإعلام، وحاولت دائماً أن تصحح تلك الصورة.
«المسلمون جزء من نسيج هذا البلد، أتلقى الكثير من الرسائل من عائلات مسلمة تعبّر عن سعادتها لرؤية مسلمة على الهواء».
وأعربت عن أمنيتها في أن تلهم الآخرين للبقاء صادقين مع أنفسهم، ويفعلون ما يحبون.
وأضافت: «آمل بشكل خاص أن ترى الأجيال الشابة أنه من الجيد أن تكون مختلفاً وأن تتبنى ما يجعلك فريداً».