أعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة، قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع المملكة المغربية، متهما المغرب بتنفيذ ما وصفه بـ”الأعمال الدنيئة” ضد الجزائر، مضيفا: “عداء المغرب ممنهج ومبيت”.
وقال العمامرة، في مؤتمر صحفي، اليوم الثلاثاء: “قررت الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية ابتداء من اليوم”، مضيفا: “ثبت تاريخيا أن المملكة المغربية لم تتوقف يوما بالقيام بأعمال دنيئة ضد بلدنا منذ الاستقلال”.
وتابع وزير الخارجية الجزائري: “عداء المغرب ممنهج ومبيت، منذ حرب 1963 ضد الجزائر”، لافتا إلى أن “الجزائر رفضت التدخل في مشاكل المملكة المغربية، خلال كل الأزمات”، مشيرا إلى أن “الجزائر أبانت عن ضبط نفس بعد استفزازات ممثل المغرب في نيويورك الذي دعا إلى استقلال شعب القبائل ولكن الصمت المغربي حول تجاوز ممثلها، يمثل دعما له”.
وأكد أن “المغرب يتعاون بشكل موثق مع المنظمتين الإرهابيتينالماك ورشاد، التي ثبت تورطتهما في الحرائق التي طالت ولايات عديدة في البلاد”، مضيفا: “مسؤولون ومواطنون جزائريون تعرضوا للتجسس من طرف الاستخبارات المغربية”.
وقال رمطان العمامرة: “من الواضح، اليوم، أن المملكة المغربية قد تخلت بصفة خطيرة وممنهجة، بشكل كلي أو جزئي، عن الالتزامات الأساسية التي تشكل القاعدة الأساسية والأرضية المرجعية التي تقوم عليهما عملية تطبيع العلاقات بين البلدين”.
وتابع: “لقد جعلت المملكة المغربية من ترابها الوطني قاعدة خلفية ورأس حربة لتخطيط وتنظيم ودعم سلسلة من الاعتداءات الخطيرة والممنهجة ضد الجزائر. آخر هذه الأعمال العدائية تمثل في الاتهامات الباطلة والتهديدات الضمنية التي أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلي خلال زيارته الرسمية للمغرب، بحضور نظيره المغربي، الذي من الواضح أنه كان المحرض الرئيسي لمثل هذه التصريحات غير المبررة”.
وأوضح العامرة: “تشمل هذه الأعمال العدائية أيضا التعاون البارز والموثق للمملكة المغربية مع المنظمتين الإرهابيتين المدعوتين “ماك” و”رشاد” اللتين ثبت ضلوعهما في الجرائم الشنيعة المرتبطة بالحرائق المهولة التي شهدتها عديد ولايات الجمهورية مؤخرا، إلى جانب عملية التعذيب والقتل الهمجي الذي راح ضحيته المواطن جمال بن إسماعيل”.
وأكد أيضا “رفض الجزائر كذلك منطق الأمر الواقع والسياسات أحادية الجانب بعواقبها الكارثية على الشعوب المغاربية. كما ترفض الجزائر الإبقاء على وضع غير اعتيادي يجعل المجموعة المغاربية في حالة من التوتر الدائم تتعارض كليا مع المبادئ والقواعد المنظمة للعلاقات الدولية ولعلاقات الجوار والتعاون”.
ويأتي القرار الجزائري بقطع العلاقات مع المغرب بعد تصاعد التوتر بين الجارين المغاربيين، فبعد اتهام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون المغرب بـ”الأفعال العدائية”، ندد ملك المغرب محمد السادس، بـ”عملية عدوانية مقصودة” ضد بلاده “من طرف أعداء الوحدة الترابية”، دون أن يسميهم.
وقبل عدة أيام، أعلنت الجزائر أنها ستعيد تقييم علاقاتها مع المغرب بعد ما وصفتها بـ”أعمال عدائية”.
ومنذ عقود تشهد العلاقات بين الجزائر والمغرب توترا، إذ تدعم الجزائر جبهة تحرير البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية التي تعتبرها الرباط منطقة ضمن أراضيها، وفي مقابل ذلك، دعا دبلوماسي مغربي في نيويورك لحق شعب منطقة القبائل بالجزائر في تقرير المصير، فردت الجزائر باستدعاء سفيرها في الرباط الشهر الماضي.
وفي ذات السياق، عندما تتطرق العمامرة إلى نقطة الصحراء الغربية، قال إن “قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (اعترافه بمغربية الصحراء) هو قفز على القانون الدولي، وعلى كل جهود المجموعة الدولية بما فيها الولايات المتحدة، هذه المقايضة الثلاثي الجانب لا أساس ولا أخلاق ولا مستقبل لها”.