نيويورك اليوم

جدل في نيويورك بعد تعهّد المرشح زهران ممداني بـ«إعلان الحرب» على مدارس الشارتر

أثار المرشح الاشتراكي لمنصب عمدة نيويورك، زهران ممداني، عاصفة من الجدل بعد تصريحات أكد فيها عزمه على محاربة المدارس المستقلة في حال فوزه بالانتخابات، وهو ما دفع أولياء الأمور والمدافعين عن هذه المدارس لاتهامه بسوء الفهم وتبني مواقف «مضللة» تجاه قطاع يخدم في معظمه طلابًا من الأقليات العرقية وذوي الدخل المحدود.

المدارس المستقلة (Charter Schools) هي مؤسسات تعليمية تُدار بشكل خاص لكنها تحصل على تمويل حكومي، وتتمتع بقدر أكبر من الحرية في وضع مناهجها وأساليب التدريس مقارنة بالمدارس العامة التقليدية. وهي مصممة غالبًا لتقديم تعليم مبتكر ورفع جودة التحصيل الأكاديمي، خاصة في المناطق الفقيرة أو التي تعاني من ضعف الخدمات التعليمية. ومع ذلك، تثير هذه المدارس جدلاً في الولايات المتحدة بين مؤيدين يرونها وسيلة لإصلاح التعليم ومنح الأسر خيارات أوسع، ومعارضين يعتبرونها تهدد تمويل المدارس العامة وتزيد من التفاوت في الفرص التعليمية.

الأسباب التي أعلنها زهران ممداني لموقفه المعادي للمدارس المستقلة تمحورت حول اعتقاده بأنها تستنزف التمويل المخصص للمدارس الحكومية التقليدية، وتُفاقم الفجوة في الموارد بين المدارس، خصوصًا في الأحياء الفقيرة. وأكد رفضه لأي مساعٍ من قِبل الولاية لفرض التوسع في هذه المدارس داخل مدينة نيويورك، مبررًا ذلك بأنها تمنح ميزات غير عادلة عند تقاسم المباني المملوكة لوزارة التعليم مع المدارس الحكومية، وهو ما يراه يضر بالعدالة التعليمية. كما تعهّد بإجراء مراجعة شاملة لتمويل هذه المدارس، لمعالجة ما وصفه بـ”عدم التوازن” في النظام، بما يشمل آليات مطابقة التمويل، وقيم الإيجارات، والدعم الحكومي المعروف بـ”Foundation Aid”.

موقف معلن ضد التوسع في المدارس المستقلة

في استبيان أجرته صحيفة Staten Island Advance قبيل الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في 24 يونيو، صرّح ممداني (33 عامًا)، النائب عن كوينز، بأنه يعارض أي مساعٍ من جانب الولاية لفرض التوسع في المدارس المستقلة داخل مدينة نيويورك، كما أعلن رفضه لمشاركة هذه المدارس المباني المملوكة للمدينة مع المدارس العامة التقليدية.

المدارس المستقلة في نيويورك تُدار بشكل خاص لكنها تحصل على تمويل حكومي، وتخدم شريحة واسعة من الطلاب ذوي الخلفيات الإفريقية واللاتينية من الأحياء الفقيرة والمتوسطة. وتلقى ممداني دعم اتحاد معلمي نيويورك (UFT) الذي يعارض بدوره التوسع في هذه المدارس.

أولياء الأمور: المدارس المستقلة «طوق نجاة»

أرلين روسادو، وهي والدة لطالب في الصف العاشر بإحدى المدارس المستقلة في برونكس، قالت إن ابنها انتقل إلى هذه المدرسة بعد تعرضه للتنمر في مدرسته الحكومية، مؤكدة أنه أصبح يشعر بالأمان والتحسن الأكاديمي. وأضافت: «المدارس المستقلة تساعد أبناء المجتمع. يجب أن يكون للأهل حق الاختيار، ومن الخطأ سلب هذا الحق».

الواعظ ريموند ريفيرا، مؤسس شبكة مدارس Family Life Academy في برونكس، أشار إلى أن 95% من طلاب هذه المدارس هم من أبناء الأقليات، مشددًا على ضرورة أن يحترم المسؤولون حق الأهل في اختيار بيئة تعليمية مناسبة لأبنائهم.

خطط لمراجعة التمويل والسيطرة على التعليم

في الاستبيان نفسه، وعد ممداني بمراجعة شاملة لتمويل المدارس المستقلة الموجودة داخل مبانٍ تابعة لوزارة التعليم، زاعمًا أن هذه المدارس تحصل على نصيب غير عادل من التمويل العام. كما أبدى معارضته لاستمرار سيطرة العمدة على النظام التعليمي في المدينة، وهو أكبر نظام مدارس عامة في الولايات المتحدة.

جيمس ميريمان، المدير التنفيذي لمركز مدارس نيويورك المستقلة، قال إن ممداني كان «خصمًا» لهذه المدارس خلال فترة عمله في مجلس الولاية، مطالبًا بلقاء فريقه لتصحيح «المعلومات المضللة» عن القطاع.

إنجازات أكاديمية لافتة

تضم مدينة نيويورك 286 مدرسة مستقلة تخدم نحو 150 ألف طالب، أي ما يعادل 15% من إجمالي الطلاب الممولين حكوميًا. ويظهر الطلاب في هذه المدارس أداءً أفضل في الاختبارات المعيارية مقارنة بطلاب المدارس التقليدية. ففي العام الماضي، حقق 58.2% من طلاب المدارس المستقلة مستوى «الإجادة» في اختبار اللغة الإنجليزية، مقابل 49.1% في المدارس العامة، بينما بلغت نسبة النجاح في اختبار الرياضيات 66.3% مقابل 53.4% في المدارس التقليدية.

خلفية قانونية وسياسية

سعى عمدة نيويورك الأسبق بيل دي بلاسيو للحد من توسع هذه المدارس، إلا أن قانونًا أُقر عام 2014 بدعم من الحاكم الأسبق أندرو كومو ألزم المدينة بتوفير مقرات مجانية لهذه المدارس أو دفع إيجارها إذا اضطرت للعمل في مبانٍ خاصة. حاليًا، يواصل المجلس التشريعي الديمقراطي في الولاية معارضة التوسع في هذا القطاع، بينما يعِد ممداني بسياسة أكثر تشددًا تجاهه في حال توليه منصب العمدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !