المصدر: The daily show + الحرة
حين يتحدث الدكتور أنتوني فاوتشي عن فيروس كورونا، ينصت له الناس باعتباره من أهم الخبراء في علم الأوبئة والأمراض المعدية، فحين يقول “إن فيروس كورونا يتسبب بوفاة 10 أضعاف ما يسببه فيروس الإنلفوانزا الموسمية”، فهذا يعني أن البشر في خطر. داعيا في الوقت نفسه الناس إلى التعامل مع الوباء بحكمة وحذر وعدم التسبب في “موت آخرين”.
فالخطير في كلام هذا الرجل، وهو مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية التابع للمعاهد الوطنية للصحة، يتعلق بالمغالطات حول الاعتقاد الشائع بأن الشباب أو صغار السن محصنون من فيروس كورونا، مشيرا إلى أنه ربما كانت الوفيات أكثر بين كبار السن، ولكن لا يوجد أحد محصن من هذا الفيروس القاتل.
وأضاف في حديث أدلى به في برنامج “ذا دايلي سوشيل ديستنسنغ شو” الذي يقدمه تريفور نواه من منزله، أنه حتى لو أصيب الشخص بالفيروس واستطاع جسمه مقاومة المرض فهذا لا يعني أنه بخير ويمكنه مقابلة الآخرين والخروج من العزل، بل يمكن أن يتسبب بالعدوى لشخص آخر ربما يعاني من حالة صحية حرجة ويتسب بوفاته من دون أن يدري.
وأكد أن الجميع لديهم مسؤولية لحماية أنفسهم وحماية عائلاتهم ومجتمعهم الذي يعيشون فيه، وحذر من الانسياق وراء أية علاجات يتم الترويج لها على أنها تعالج من الفيروس، وقال “لا يوجد حتى الآن لقاح أو علاج آمن لفيروس كورونا المستجد”، ولكن يوجد هناك محاولات لتجريب بعض الأدوية.
وعلى سبيل المثال ذكر فوسي أنه حتى الآن لم يثبت أن دواء علاج الملاريا يعالج من فيروس كورونا المستجد، كما أن بعض هذه الأدوية رغم أنها آمنة إلا أنها يمكن أن تسبب السمية لبعض البشر، ولهذا علينا الحذر منها.
قال “إن أكثر ما كان يخفيني خلال سنوات عملي أن نشهد انتشارا لمرض في الجهاز التنفسي ينتقل بسهولة من شخص إلى آخر وله آثار مميتة، وهو ما يحدث في فيروس كورونا المستجد” في الوقت الحالي.
وأشار إلى أن فيروس الإيبولا كان أشد من كورونا، ولكن يجب أن يكون الشخص على تماس مباشر مع الشخص المصاب ليصاب به، فيما ينتشر كوفيد -19 بسهولة مطلقة، وهو قادر على الانتشار حتى والشخص المصاب لا يعلم أنه مصاب بالفيروس إذ لا أعراض عليه.
وحول الأرقام المتعلقة بالوفيات من هذا المرض، ذكر فاوتشي أن الإنفلونزا الموسمية والتي نصاب بها من عام إلى عام تتسبب بوفاة 0.1 في المئة من المصابين بها سنويا، ولكن هذا الفيروس يتسبب بوفاة 10 أضعاف هذا الرقم أي واحد في المئة، ناهيك عن أن آثاره القاتلة واضحة على كبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة أو من هم في حالة صحية حرجة.
ودعا إلى ضرورة اتباع التوجيهات بشأن التباعد الاجتماعي، وغسل اليدين، مشيرا إلى وجود اختلاف بمخاطر التقاط العدوى من الشخص المصاب والتي في مقدمتها التقاطها من شخص يعطس أو يسعل، أو من خلال المصافحة أو لمس مقابض الأبواب أو أمور أخرى، داعيا إلى عدم المغالاة بتنظيف المشتريات أو الطرود البريدية التي يتم تسليمها للمنازل.
وحول فترات الحجر التي يتم تحديدها في بعض المدن والولايات بأسبوعين أو 21 يوميا، فهذا لا يعني نهاية المرض، و”الفيروس هو الذي يحدد ساعة انتهاء المرض”، ولا يمكن أبدا التوقع بوقت تتحسن فيه الأرقام ويتم فيه تثبيط نشاط انتشار المرض.
وفيما يتعلق بأن المصابين بالمرض أصبحوا محصنين منه بعد التعافي، قال “حتى الآن لا نعلم إن كان اللذين قد أصيبوا بالفيروس قد أصبحوا محصنين من المرض أم لا”.