اكتشف باحثون أنّ اللقاحات المضادة لفيروس “كورونا” لا تخفّف فقط من خطر الوفاة لدى الأشخاص الملقّحين، بل تجعلهم أقل عرضة للوفاة من أيّ سبب آخر في الأشهر التالية للتطعيم.
واكتشف الباحثون ذلك خلال محاولتهم إظهار أن اللقاحات الثلاثة الحائزة المرخّص استخدامها، آمنة.
وكتب الباحثون في التقرير الأسبوعي الصادر عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها التالي: “من تلقوا لقاحات “فايزر-بيو إن تك”، و”مودرنا”، و”جونسون آند جونسن”، سُجّل بينهم معدلات وفاة منخفضة بالمقارنة مع المجموعات غير الملقّحة.
وقال المشرف على الدراسة، الباحث ستانلي شو في قسم الأبحاث والتقويم التابع لـ”كايزر بيرماننت” (Kaiser Permanente) في جنوب كاليفورنيا لـCNN، إنّ “اللقاحات المضادة لكوفيد-19 المعتمدة في الولايات المتحدة الأمريكية تظهر مرة بعد أخرى أنّها آمنة. وبيّنت هذه الدراسة ذلك”.
وأضاف: “في الواقع، تبيّن أنّ الناس الملقّحين لديهم معدلات وفاة أدنى من غير المطعّمين، حتى عند استبعاد الوفاة بسبب كوفيد. هذا بالإضافة إلى تزايد الأدلة التي كشفت عنها دراسات أخرى تكرارًا أنّ لقاحات كوفيد-19 فعّالة ضد الإصابة بالفيروس، والمرض الشديد، والوفاة”.
وقد حلّل فريق الدراسة بيانات ضمت 6.4 مليون أميركي جرى تطعيمهم ضد فيروس كورونا، وبيانات 4.6 مليون آخرين تلقوا لقاح الإنفلونزا في السنوات الأخيرة لكنهم لم يتلقوا لقاح كورونا. ثمّ استنثوا من الدراسة كل من توفي بسبب كورونا أو من أتت نتيجته ايجابية حديثًا.
وجاء في تقريرهم أنّه “خلال الفترة الممتدة بين كانون الأوّل/ديسمبر 2020 وتموز/يوليو 2021، سُجّل انخفاض في معدل الوفيات غير الناجم عن كوفيد بين متلقي اللقاح، بالمقارنة مع الأشخاص غير المحصّنين، وذلك بعد مواءمة العمر، والجنس، والعرق، والإثنية، وموقع الدراسة.
وقال شو إنّ النتائج أظهرت أنّ الأشخاص الذين تلقوا جرعتي “فايزر” انخفض معدّل الوفاة بينهم جراء أسباب أخرى لا علاقة لها بـ”كوفيد-19″ بنسبة 34% في الأشهر التالية للقاح، بالمقارنة مع الأشخاص غير المطعّمين.
أما الأشخاص الذين تلقوا جرعتي “مودرنا”، فقد تراجعت نسبة الوفيات لديهم نتيجة أي سبب آخر غير كورونا بنسبة 31%. أمّا الأشخاص الذين تلقوا لقاح “جونسون آند جونسون” فتراجع معدل الوفيات لديهم بنسبة 54% في الأشهر التي تلت، بالمقارنة مع الأشخاص غير المحصنين.
وردّ الباحثون الأمر إلى أنّ ذلك قد يعود في جزء منه إلى أنّ الأشخاص الذين تحصّنوا يميلون إلى التمتّع بصحة جيدة من الأشخاص الذين لم يقدموا على ذلك.
وكتبوا في تقرير الوكالة: “يشير انخفاض خطر الوفيات بعد التطعيم ضد كورونا إلى التأثيرات الصحية الكبيرة للقاح (فالأشخاص الذين تلقوا اللقاح يميلون إلى أن يكونوا أكثر صحة مقارنة بالأشخاص غير المحصّنين)، وهذا ما ستتوسّع به الأبحاث في الدراسات التحليلية مستقبلًا”.
وخلص الباحثون إلى أنّ هذه الاكتشافات تعزّز أمان اللقاحات المضادة لـ”كوفيد-19″ المرخّص لها في الولايات المتحدة الأمريكية. ويتوجّب عل كل الأشخاص الذين يبلغون 12 سنة وما فوق تلقي اللقاح.