الخوف من المهرجين، المعروف أيضاً بـ “كولروفوبيا”، هو ظاهرة شائعة تُعاني منها شريحة واسعة من الناس، بدءًا من الأطفال حتى البالغين، إلا أن أسباب هذا الرهاب لا تزال غير مفهومة تمامًا.
وفي خطوة لدراسة الجوانب النفسية المرتبطة بهذا الخوف، أُجريت دراسة شملت 987 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 18 و77 عامًا، حيث أظهرت النتائج أن أكثر من نصف المشاركين أفادوا بأنهم يخافون من المهرجين بدرجات متفاوتة، فيما أعرب 5% منهم عن خوف شديد.
وتشير الدراسة إلى أن النساء أكثر عرضة للخوف من المهرجين مقارنة بالرجال، كما يتناقص هذا الخوف مع تقدم العمر، وهو ما يتوافق مع أبحاث سابقة حول أنواع الرهاب المختلفة.
لفهم الجذور النفسية لهذا الخوف، تم إجراء استبيان متابعة على المشاركين الذين أبدوا خوفهم؛ ما أدى إلى تحديد ثمانية تفسيرات محتملة.
ومن المثير للاهتمام أن التجارب الشخصية السلبية مع المهرجين كانت الأقل تكرارًا، بينما برزت الصور السلبية في وسائل الإعلام كعامل رئيس في تعزيز هذا الرهاب.
أظهرت الدراسة أيضًا أن العامل الأهم هو الشك الناتج عن الإشارات العاطفية المتناقضة للمهرجين؛ ما يجعل تفسير نواياهم أمرًا صعبًا ويؤدي إلى زيادة شعور التوتر لدى الأفراد.
وبحسب الخبراء فإن هذه النتائج تثير تساؤلات حول مدى إمكانية أن تسبب شخصيات أخرى مزيفة المستوى نفسه من الخوف، بالإضافة إلى السمات الفريدة لمكياج المهرجين التي تساهم في رهاب الكولروفوبيا.
كما تسلط هذه الدراسة الضوء على تعقيدات الخوف من المهرجين، مشيرةً إلى الحاجة الملحة لإجراء مزيد من الأبحاث لفهم الأسباب الكامنة وراء هذا الرهاب الشائع بشكل أعمق.