سيفتح فندق “Graduate Roosevelt Island” المكون من 224 غرفة أبوابه للضيوف في الأول من يونيو/ حزيران المقبل. ويقع البرج المكون من 18 طابقاً عند مدخل الحرم الجامعي المبتكر الجديد لجامعة “كورنيل”، ليصبح المبنى رقم 29 لشركة “Graduate” والأول في المدينة.
وقال ديفيد روشفورت، رئيس شركة “Graduate Hotels” وهو أيضاً من خريجي جامعة “كورنيل” إن “القدرة على امتلاك فندق في مدينة نيويورك لا يزال متجذراً في حرم جامعي وجامعة كبرى مثل “كورنيل” وما يُفترض أن يكون بوابة صناعة التكنولوجيا لمدينة نيويورك، كان حقاً بمثابة فرصة فريدة لنا”.
ويُعد حرم جامعة كورنيل للتكنولوجيا المتنامي على مستوى الخريجين، الذي افتتحت المرحلة الأولى منه في عام 2017، فصلاً جديداً لجزيرة روزفلت، التي لفتت الانتباه في القرن التاسع عشر بسبب ضمها السجون ودور العمل، ومستشفى الجدري، إضافةً إلى ملجأ للمصابين بأمراض عقلية.
وتظاهرت الصحفية الاستقصائية الرائدة نيللي بلي بأنها مريضة عقلياً حتى يتم قبولها في مصحة المصابين بأمراض عقلية، مما أدى إلى إصدارها سلسلة عام 1887 بعنوان “عشرة أيام في بيت مجنون” كشفت الانتهاكات والظروف السيئة داخل المنشأة.
ولا تزال آثار هذا التاريخ المقلق موجودة على الجزيرة، والآن تظهر مباني القرن الحادي والعشرين اللامعة في حرم “كورنيل تيك” الجامعي. وتهدف شركة “Graduate” إلى الربط بين القديم والجديد، مع إيماءات إلى تاريخ الجزيرة وماضي “كورنيل” ومستقبلها الحديث.
على الجزيرة
وكانت الجزيرة تسمى في الأصل ميناهانونك، وقد اشتراها الهولنديون من الأمريكيين الأصليين في عام 1637، واستحوذت عليها مدينة نيويورك في عام 1828. وبحلول ذلك الوقت، كانت تعرف باسم جزيرة بلاكويل.
عُرفت الجزيرة فيما بعد بجزيرة الرفاه وتم تغيير اسمها إلى جزيرة روزفلت في عام 1973 لتكريم الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت.
وفي حين أن معظم المباني القديمة قد اختفت، إلا أن الجزيرة لا تزال تحتفظ ببعض المواقع التاريخية. وتشكل الأطلال المتشابكة بأغصان شجرة اللبلاب في مستشفى الجدري، التي صممها المهندس المعماري لمعهد سميثسونيان جيمس رينويك جونيور، تذكيراً رائعاً ببعض من تاريخ جزيرة روزفلت في القرنين التاسع عشر والعشرين.
ويمكن الوصول إلى الجزيرة بالسيارة، ومن خلال القطارات المعلقة، التي افتتاحت في عام 1976، ويوفر أكثر الطرق الخلابة للوصول إلى هناك.
وسيرحب فندق “Graduate Roosevelt Island” بالضيوف في الأول من يونيو/ حزيران المقبل مع وضع تدابير السلامة المعنية بـ”كوفيد-19″. ويبدأ سعر الغرفة بمبلغ 219 دولاراً لليلة الواحدة، والحجوزات مفتوحة الآن.
داخل الفندق
وتضم الردهة إيماءات ملموسة عن التعليم المدرسي القديم مع طاولة مكتبة متوافقة مع الحاسوب المحمول، والمزودة بالمصابيح المقببة والكتب المدرسية المكدسة في السقف.
وقال روشيفورت: “نحن نحب هذه الفكرة القائلة بأن ردهتنا ستكون متجذراً نوعاً ما في الماضي قدر الإمكان. لذا فإن أحد الأشياء التي قمنا بها هو تثبيت 5،000 قدم طولي من الكتب المدرسية عبر خلفية الردهة بأكملها”.
وأوضح روشيفورت أن الطلاب والمهنيين الذين يتعلمون ويبنون الأعمال التجارية “حرفياً عبر الفناء المقابل” سيجدون منظوراً مختلفاً عن “المستقبل وما يبنونه للغد”.
وتعد المساحة مرحة أيضاً، إذ تجلس منحوتة عملاقة لصبي يرتدي نظارات طيار ويحمل مصباحاً كهربائياً يتدلى فوق مكتب الاستقبال، وتعيد هذه المنحوتة من أنامل الفنان هيبرو برانتلي، والتي يبلغ طولها 12 قدماً، تفسير شخصية الفتى الطائر “فلاي بوي” التي صممها الفنان.
وكما هو الحال في جميع منشأت شركة “Graduate”، تم تصميم بطاقات مفاتيح الغرف لتبدو مثل بطاقات الهوية الجامعية، وفي هذه الحالة تظهر خريجي جامعة كورنيل، من الحرم الجامعي الرئيسي في إيثاكا، نيويورك، الذين لديهم روابط مهمة لمدينة نيويورك، مثل القاضية الراحلة روث بادر غينسبورغ.
وكانت التصميمات الداخلية من عمل فريق التصميم الداخلي لشركة “Graduate Hotels”، أما عن عمارة المبنى، والتي تحسن مناظر مانهاتن وكوينز وما وراءها، فكانت من قبل شركتي التصميم “Snøhetta” و”Stonehill Taylor”.
وفي الغرف، توجد تركيبات إضاءة مستوحاة من إحدى المشروعات العلمية من قبل خريجي كورنيل وتتزين مساند المصابيح بشفرة مورس التي ترمز لهتاف جامعة كورنيل.
وتتضمن أعمال فنانين من نيويورك بعض الإشارات الممتعة إلى كل من الصحفية بلي والممثلة الأمريكية ماي وست، التي قضت بعض الوقت محبوسة على الجزيرة في عام 1927 بتهمة الفحشاء العلنية.
وتضم قمة المبنى، حانة مستقبلية على السطح مع مساحة مخصصة لإقامة الفعاليات وتوفر إطلالات شاملة وقائمة مُعدّة من قبل اثنين من سكان مدينة نيويورك الأصليين، هما ميد ابروس ومارك روز، وكلاهما مسؤول عن الطعام والشراب في العديد من مواقع شركة “Graduate Hotels”.