يصادف، اليوم، الذكرى الرابعة عشر لوفاة روزا لويس ماكولي باركس، الأم الروحية لنشطاء حقوق الإنسان في العالم، والأيقونة الدولية لمقاومة الفصل العنصري.
وعرفت “باركس” (1913-2005) بدورها الرائد في حملة مقاطعة حافلات مدينة مونتجمري العامة، عاصمة ولاية ألاباما الأمريكية، عندما رفضت المثول لأوامر أحد السائقين ورفضت التخلي عن مقعدها لشخص من ذوي البشرة البيضاء.
واعتقلت روزا باركس، أو “السيدة الأولى للحقوق المدنية” – كما لقبها الكونجرس الأمريكي- في الأول من ديسمبر 1955، على خلفية تصرفها ذاك، إلا أنه تم إطلاق سراحها لاحقا عقب تغريمها بدفع 100 دولار.
وشكل إطلاق حملة مقاطعة الحافلات العامة في مونتجمري، بداية عملية إلغاء التمييز العنصري الذي كان سائدا في ذلك الوقت، لتكون إحدى أهم الأحداث في تاريخ الأمريكيين الأفارقة.
كما صُنف تمردها بأنه أحد معالم المقاومة السوداء ضد التمييز في الولايات المتحدة.
وفي عام 1900، مررت مونتجمري قانونا للفصل بين ركاب الحافلات على أساس عرقي، وبموجبه، يتعين على السود التخلي عن مقعدهم والوقوف عندما تكون الحافلات مزدحمة ولم يجد البيض مكانا.
خلال المقاطعة التي استمرت 381 يومًا، رفض الأمريكيون من أصل إفريقي استخدام حافلات المدينة احتجاجا على قانون فصل المقاعد، ونظموا سلسلة احتجاجات وصفت بأنها الأوسع نطاقا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية (1939–1945).
ولم تنته هذه المقاطعة الواسعة إلا بعد إلغاء المحكمة العليا في الولايات المتحدة قانون الفصل العرقي بالحافلات في ولاية ألاباما عام 1956.
لم تمر السنوات التالية على روزا بسلام، حيث فقدت وظيفتها بعد المقاطعة وتعرضت لتهديدات عدة بالاغتيال، إلا أن ذلك لم يمنعها من السير في طريقها النبيل في الدفاع عن حقوق الملونين، فانتقلت إلى مدينة ديترويت في ولاية ميشيغان، وبدأت في مكافحة العنصرية..
وبفضل كفاحها، حصلت باركس، في عهد الرئيس بيل كلينتون (1993- 2001)، على الوسام الرئاسي للحرية عام 1996، والوسام الذهبي للكونجرس الأمريكي عام 1999، وهو أعلى تكريم مدني في البلاد.
وأقامت روزا باركس في مدينة ديترويت حتى توفيت في 24 أكتوبر 2005 عن عمر ناهز 92 عامًا.
على خطاها، قاوم الأمريكيون السود في سبيل حقوقهم الدستورية عبر القنوات المشروعة، وأقاموا احتجاجات سلمية عديدة خلال سنوات كفاحهم من أجل الحقوق المدنية منذ أواخر الأربعينيات حتى أواخر ستينيات القرن الماضي.
كما ذاع صيت واحد من المبادرين في حملة مقاطعة حافلة مونتجمري، مارتن لوثر كينغ جونيور، الذي قاد حركة الحقوق المدنية الأمريكية منذ عام 1955 حتى اغتياله في 1968.
وحظيت نداءات الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية بدعم واسع النطاق، إلا أن السلطات المحلية وسلطات الولايات تصدت لهم باستخدامها للعنف.
ورغم التقدم الذي أحرزته الحركات الشعبية بشأن الحقوق المدنية في الستينيات، إلا أنها لم تكن مرضية بشكل كاف لبعض الأمريكيين الأفارقة.
ولذلك، شهدت أواخر الستينيات أعمال شغب عنصرية، كما ظهرت المزيد من الفصائل الأمريكية الإفريقية الغاضبة.