انطلق صباح السبت سباق “ميني 10 كيلومتر” السنوي في سنترال بارك بقلب مانهاتن، حيث شاركت نحو 10,000 عدّاءة في النسخة الثالثة والخمسين من هذا الحدث الرياضي التاريخي. يُعد هذا السباق من أعرق سباقات الجري المخصصة للسيدات في العالم، إذ بدأ في سبعينيات القرن الماضي بهدف إتاحة الفرصة للنساء للمنافسة في سباقات الطرق الطويلة، ومُنذ ذلك الحين أصبح تقليدًا سنويًا ومناسبة رياضية ومجتمعية بارزة في نيويورك.
مشاركة نخبة العدّاءات:
شهد سباق هذا العام حضور عداءات من النخبة العالمية، بينهنّ بطلات أولمبيات وحاصلات على ميداليات في بطولات العالم، إضافة إلى فائزات سابقات في ماراثون مدينة نيويورك. انطلقت المتسابقات في الصباح الباكر يتقدّمهن منظمو الحدث وعدد من الشخصيات الرياضية والإعلامية المحلية. وقد تولت المذيعة الرياضية سام رايان ومراسلة “7オン・Your Side” نينا بينيدا تغطية وقائع السباق مباشرة، مما أضفى أجواءً حماسية على الحدث.
أجواء احتفالية ودعم مجتمعي:
على جانبي مسار السباق في سنترال بارك، احتشد المشجعون من مختلف الأعمار لتشجيع العدّاءات، حاملين لافتات الدعم ومرددين الهتافات. كان من اللافت تواجد عائلات بأكملها جاءت لمؤازرة قريباتهن وصديقاتهن المشاركات، ما حول الفعالية إلى مهرجان رياضي عائلي. كما نصبت **جمعية نيويورك لعدّائي الطرق** (NYRR) منصات توزيع المياه والرعاية الطبية لضمان سلامة المشاركات، إلى جانب منصات موسيقية ترفيهية أضافت طابعًا احتفاليًا.
رسالة السباق وأهميته:
يحمل سباق “ميني 10K” رسالة تمكين المرأة وتشجيع مشاركتها في الرياضة. العديد من العدّاءات الهواة يشاركن جنبًا إلى جنب مع المحترفات، مما يعزز شعورًا بالأخوة الرياضية والتضامن بين النساء. وتقول إحدى المشاركات إنها دأبت على المشاركة كل عام “لألهم بناتي الصغيرات أنّه لا حدود لما يمكنهن تحقيقه بالإرادة والتدريب”. وترى الجاليات العربية والمسلمة في نيويورك في هذا الحدث فرصة لكسر الحواجز النمطية، حيث شاركت عداءات مسلمات محجبات في السباق وأثبتن حضورا مميزا، ما يبعث برسالة فخر للمجتمع بأسره.
نتائج وتكريم: في ختام السباق، أُقيم حفل لتوزيع الميداليات والجوائز على الفائزات بحضور مسؤولي المدينة ورعاة الحدث. تم تكريم العدّاءات من مختلف الفئات العمرية، وسط تصفيق حار من الجمهور. وأشاد المنظمون بجميع المشاركات لإنهائهن السباق، مؤكدين أن مجرد المشاركة والانتهاء من مسافة 10 كيلومترات يعد إنجازًا يستحق الاحتفاء لكل امرأة تحدّت نفسها وشاركت في هذا اليوم المميز.
