الولايات المتحدة

سلطات الهجرة تعتقل حاملًا للغرين كارد أثناء اختبار الحصول على الجنسية وتفكك أسرته

تواجه أسرة أمريكية في ولاية ميسيسيبي صدمة إنسانية وقانونية، بعدما تم احتجاز زوج وأب لأربعة أطفال – وحامل بطاقة غرين كارد – بشكل مفاجئ من قبل سلطات الهجرة خلال ما كان يُفترض أن يكون آخر موعد له ضمن إجراءات الحصول على الجنسية الأمريكية.

اعتقال في يوم المواطنة

كاسبر إريكسن، مواطن دنماركي يبلغ من العمر 31 عامًا، ويعيش في الولايات المتحدة منذ عام 2013، سافر في 15 أبريل 2025 إلى ممفيس برفقة زوجته الأمريكية سافانا لحضور المقابلة النهائية في ملف تجنيسه. لكن بدلاً من ذلك، فوجئ بحضور عملاء الهجرة (ICE) الذين ألقوا القبض عليه فور وصوله، وأخبروه أنه موقوف على خلفية “خطأ ورقي” يعود لعام 2015.

زوجة حامل في مواجهة المجهول

قالت زوجته سافانا، التي كانت في الأسبوع الـ22 من حملها: “لم يخبرني أحد إلى أين أُخذ زوجي. تم احتجازه أمام عيني، وعُدت إلى منزلنا في ستيرجس، ميسيسيبي، وحيدة، لا أعلم ماذا أفعل”.

ويعيش الزوجان حياة مستقرة منذ سنوات، ولديهما أربعة أطفال، بانتظار طفل خامس خلال أشهر. كاسبر هو المعيل الوحيد للأسرة، ويعمل مشرفًا في شركة لحام، كما يقوم ببناء منزلهما بيديه.

السلطات: لديه أمر ترحيل

في تعليق رسمي، قالت وزارة الأمن الداخلي إن كاسبر لم يحضر جلسة استماع للهجرة في عام 2019، وإنه صدرت بحقه مذكرة ترحيل نهائية. وأضافت: “هذه الإدارة لا تتجاهل القانون”.

اقرأ أيضًا  ترامب يمرر قانونه «الضخم الجميل» بفارق صوت واحد و«ميديكيد» يصبح في خطر

إلا أن الوثائق التي تمت مراجعتها تشير إلى أن ملف كاسبر كان في مرحلة متقدمة جدًا، إذ تلقى إشعارًا في سبتمبر 2024 بأن طلبه للحصول على الجنسية قيد المراجعة، وتم تحديد موعد للمقابلة في مارس 2025، دون أي إشعار بوجود مشكلة قانونية.

احتجاز طويل دون محاكمة

كاسبر محتجز منذ أكثر من شهر في مركز احتجاز “لاسال” في لويزيانا، دون تحديد موعد للمثول أمام قاضٍ. ويعاني ملفه من التأخير في ظل تكدّس غير مسبوق في محاكم الهجرة، التي وصل عدد القضايا فيها إلى أكثر من 3.7 مليون قضية، وفقًا لبيانات جامعة سيراكيوز.

أب مهدد بالترحيل رغم حياة مستقرة

تؤكد زوجته أنه دفع ضرائبه، يحمل رخصة قيادة رقمية، ورقم ضمان اجتماعي، ويعرفه الجميع في المجتمع المحلي كرجل خلوق ومجتهد. وتقول: “احتجازه بلا رحمة، وهو ليس مجرمًا، لا معنى له. نحن نحاول فقط العيش بكرامة”.

بين الخوف والصمود

تعاني العائلة الآن من أزمة مالية حادة بسبب انقطاع مصدر الدخل الوحيد، واضطرت إلى طلب الدعم من المجتمع المحلي لتغطية أتعاب المحامين ونفقات الأسرة. وتقول سافانا: “بدون دعم أحبائنا، لما كنا صمدنا يوماً واحداً”.

خاتمة مفتوحة على المجهول

بينما لا تزال العائلة تنتظر تحديد جلسة، تبقى قصة كاسبر إريكسن نموذجًا إنسانيًا مأساويًا لآلاف الأسر المهاجرة التي قد تجد نفسها فجأة في مواجهة قاسية مع البيروقراطية، رغم سنوات من الإقامة القانونية والعمل والمساهمة في المجتمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !