كشفت وزارة العدل الأميركية عن الأسباب التي دفعت السلطات إلى ترحيل الطبيبة اللبنانية رشا علوية، الأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة براون، بعد اعتقالها في مطار بوسطن لوغان الدولي عند عودتها من زيارة لعائلتها في لبنان. وأوضحت الوزارة أن الترحيل جاء بعد تحقيقات كشفت عن ارتباط محتمل لعلوية بحزب الله، الذي تصنفه الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.
ووفقًا للمعلومات الصادرة، فقد اعترفت علوية بحضور جنازة حسن نصر الله، زعيم الحزب الذي قُتل في غارة جوية إسرائيلية في سبتمبر 2024، أثناء وجودها في لبنان الشهر الماضي. وأكدت في تصريحات لها أن مشاركتها في الجنازة كانت “من منظور ديني وليس سياسي”، إلا أن السلطات الأميركية اعتبرت ذلك مؤشرًا على تعاطفها مع الحزب.
إضافة إلى ذلك، كشفت التحقيقات أن سلطات الجمارك وحماية الحدود عثرت على صور ومقاطع فيديو لقيادات في حزب الله داخل مجلد الملفات المحذوفة على هاتفها، وهو ما اعتُبر دليلًا إضافيًا على صلتها بالتنظيم. واستنادًا إلى هذه المعطيات، اعتبرت وزارة الأمن الداخلي أن علوية لم تتمكن من إثبات نواياها الحقيقية داخل الولايات المتحدة، مؤكدةً أن التأشيرة “امتياز وليست حقًا”، وأن دعم أو تمجيد جهات تصنفها واشنطن إرهابية يُعد سببًا كافيًا لسحب التأشيرة.
وبحسب وثائق المحكمة، فإن علوية كانت تمتلك تأشيرة عمل صالحة من نوع H-1B حصلت عليها من القنصلية الأميركية في لبنان، مما سمح لها بالعمل في جامعة براون. إلا أن السلطات رأت أن هذا الامتياز لا يمنحها الحصانة من إجراءات التدقيق الأمني، والتي أفضت في النهاية إلى ترحيلها.
ورغم إصدار القاضي الفيدرالي ليو سوركين أمرًا بوقف الترحيل حتى جلسة استماع كانت مقررة يوم الإثنين، إلا أن السلطات قامت بترحيل علوية إلى لبنان عبر باريس مساء الجمعة، في خطوة أثارت جدلًا قانونيًا، حيث رأى البعض أنها تمثل انتهاكًا لقرار المحكمة.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الجدل حول مدى التزام إدارة الرئيس دونالد ترامب بقرارات القضاء المتعلقة بسياسات الهجرة، حيث أشارت تقارير إلى تنفيذ عمليات ترحيل أخرى رغم أوامر قضائية بتعليقها، ما يعزز التساؤلات حول نهج الإدارة في التعامل مع المهاجرين والوافدين إلى الولايات المتحدة.