كشفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المنتهية ولايته، عن اختبار جديد للجنسية الأمريكية يوم الجمعة، حيث أُضيفت مجموعة واسعة من موضوعات التاريخ والتربية البدنية مع مطالبة للمقيمين الشرعيين بالإجابة على ضعف عدد الأسئلة بشكل صحيح لاجتياز الامتحان.
ويتطلب الاختبار الجديد، الذي ظل قيد التطوير لسنوات، من المتقدمين الإجابة على 12 سؤالاً شفهياً على الأقل بشكل صحيح، بزيادة ستة مقارنة بالاختبار القديم، والذي تم استخدامه منذ أكتوبر 2008، في وقت متأخر من رئاسة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش.
وقال خبراء إن الامتحان يبدو بالنسبة لهم أكثر صعوبة من النسخ القديمة بشكل متعمد، من حيث أنه أطول وأكثر دقة، وأشاروا إلى أن هناك مسحة من السياسة في بعض الأسئلة، وعلى سبيل المثال كانت الإجابة الصحيحة في النسخة القديمة من الاختبار عن سؤال “من يمثل السيناتور الأمريكي؟” هي أنه يمثل كل شعب الولاية، في حين أن الإجابة الجديدة المطلوبة هي أنه يمثل “مواطني الولاية”.
وشهدت فترة رئاسة ترامب عدداً من التغييرات على قوانين منح الإقامة والجنسية، من بينها اقتراح للرئيس بتغيير آلية استقبال الذين يسعون للحصول على حق اللجوء بما يتضمن “الطلب منهم تقديم طلبات لجوء في دول أخرى أولاً”.
ويحتوي دليل الامتحان الجديد على 128 سؤالاً في 3 فئات هي: الحكومة الأمريكية، والتاريخ الأمريكي والرموز والأعياد، بدلاً من 100 سؤال في الإصدار القديم.
وقد حاول ترامب مراراً استبعاد المهاجرين غير الشرعيين من التعداد السكاني لأغراض تخص المقاعد المخصصة في الكونغرس.
وكشف مسؤولو خدمات الجنسية والهجرة أن الاختبار الجديد سيصبح قانوناً ساري المفعول في الأول من شهر ديسمبر المقبل.
وقال دوغ راند -وهو مستشار للرئيس السابق باراك أوباما- إن الاختبار الجديد لا ضرورة له وغير مبرر، كما أنه معقد بشكل مفرط ومسيس دون خجل.
وقام ترامب سابقاً بخفض عدد اللاجئين المسموح لهم بدخول البلاد، ونفذ حظراً على السفر يمنع مواطني عدد من الدول ذات الأغلبية المسلمة من دخول الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي تعهد الرئيس المنتخب جو بايدن الفائز بانتخابات الرئاسة التي جرت 3 نوفمبر الجاري، بتغييره، وفق صحيفة واشنطن بوست التي قالت إنه تعهد بأن أول القرارات التي سيوقعها عند تسلمه السلطة ستتضمن رفع حظر السفر المفروض على عدد من الدول الإسلامية.
وكان ترامب اقترح أيضاً نظاماً جديداً للهجرة من شأنه أن يكون “قائماً على الجدارة” بحيث يعطي الأولوية للمهاجرين ذوي المهارات العالية.
وفي يوليو 2019 أعلنت إدارة ترامب أنها ستراجع اختبار الحصول على المواطنة في الولايات المتحدة، وذلك للتأكد من استمرار الاختبار الحالي في العمل كمقياس دقيق بمعرفة المتقدمين لمتطلبات المواطنة.
وفي 11 يوليو الماضي أعلن البيت الأبيض أن الأمر التنفيذي الذي يخطط الرئيس ترامب لإصداره بشأن الهجرة لن يشمل العفو عن المهاجرين الموجودين في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، إلا إن كانوا قد وصلوا البلاد وهم أطفال، والمتعارف عليهم بتسمية “الحالمين”.
وقال ترامب في مقابلة تلفزيونية الشهور الماضية، إنه يخطط لإصدار أمر تنفيذي سيشمل الطريق إلى المواطنة لهذا النوع من المهاجرين، موضحاً أن أحد جوانب الإجراء سيشمل برنامج “الإجراء المؤجل للقادمين في مرحلة الطفولة” المعروف اختصارا بـ”داكا” والذي يحمي مئات الآلاف من المهاجرين الذين وصلوا الولايات المتحدة أطفالاً من الترحيل.
وعرقلت المحكمة الأمريكية العليا في يونيو الماضي دعوة ترامب لإنهاء برنامج “داكا”، الذي تم إنشاؤه عام 2012 في عهد الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما.