في ظل النقاش الدائر على وسائل التواصل الاجتماعي حول ما يُعرف بـ”التربية الكسولة”، يطرح الآباء تساؤلات حول دورهم في تعزيز استقلالية أطفالهم.
فهل يُعتبر تقليص دور الآباء في حياة أطفالهم لصالح تعليمهم الاعتماد على الذات قرارًا حكيمًا؟ وما رأي الخبراء في هذه الظاهرة؟
“التربية الكسولة” هي فكرة أن الآباء يتراجعون عن أداء المهام اليومية لأطفالهم، مثل تحضير الوجبات أو ترتيب الملابس، بهدف تشجيعهم على الاعتماد على أنفسهم وبناء ثقتهم.
وظهرت هذه الفكرة بقوة على منصة “تيك توك”، إذ شاركت أم لأربعة أطفال مقطع فيديو حصد أكثر من 131 ألف مشاهدة، نصحت فيه الآباء بتقليل تدخلهم في شؤون أطفالهم اليومية. وفقًا لهذه الأم، التربية الكسولة تساهم في تطوير استقلالية الأطفال.
ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن التربية لا تتعلق بالكسل بقدر ما تتعلق بتوجيه الأطفال نحو الاستقلال بشكل تدريجي.
وبحسب موقع Parents، تشرح إيمي ماكريدي، مؤسسة حلول التربية الإيجابية، أن “الهدف هو نقل الأطفال من الاعتماد الكامل إلى الاستقلال التام”، بينما تؤكد تيسا ستوكي، مدربة التربية، على أهمية دعم الأطفال في تجاوز التحديات دون التدخل المفرط.
وعلى الرغم من أهمية تعزيز استقلال الأطفال، يشير الخبراء إلى ضرورة تدخل الآباء عندما تتجاوز التحديات قدرات الأطفال، وذلك من خلال تقديم الإرشاد المناسب، وليس الحلول الجاهزة.
وفي النهاية، يبدو أن “التربية الكسولة” ليست كسلاً حقيقياً، بل أسلوباً تربوياً يتطلب تفكيراً دقيقاً وتوازناً بين الدعم وتعزيز الاستقلال.