فى مثل هذا اليوم 2 مارس عام 1903، شهدت مدينة نيويورك تشييد أول فندق للنساء فقط قبل 117 عامًا.
وتمت رعاية وتطوير فندق مارثا واشنطن، من قبل شركة المرأة الفندقية، التى تأسست فى عام 1897 لبناء “فنادق عالية الجودة للسكن الحصرى لرجال الأعمال والمهنيات”، ورغم التأخير فى البناء بسبب الحرب الأمريكية الإسبانية، بحلول عام 1899، كان هناك تمويل كافٍ للبدء فى البناء، أى من مستثمرين بارزين مثل جون دى روكفلر، وويليام شيرمرهورن، والسيدة راسل سيج، وهيلين جولد، ابنة قطب السكك الحديدية، جاى جولد.
ووفقًا لتقرير NYC LPC، فإنه “بحلول الوقت الذى افتتح فيه الفندق، كان جزء كبير من الأسهم فى الشركة مملوكًا لسيدات دعمن فكرة فندق نسائى.. وفى عام 1901، اشترت الشركة قطعتين فى شارعين 29 وشرق 30 ليصبحا موقع فندقهما الجديد الذى يلبى جميع مطالب البشرية.
تم بناء فندق النساء، كما كان معروفًا فى الأصل، من عام 1901 إلى عام 1903 من قبل المهندس المعمارى البريطانى المولد الشهير روبرت دبليو جيبسون، الذى فاز بمسابقة لهذه اللجنة، وتم تصميم الفندق على طراز عصر النهضة، وكان الفندق بطول 12 طابقًا، ويتميز بتفاصيل مزينة بالعلامات التجارية الخاصة بالأسلوب، مثل “كوينز، وعتبات مفصلة بالتفصيل مع حجر الأساس أو الركائز، والصدأ، والأقواس”، ووفقًا لتصنيف LPC، استخدم “جيبسون” هذه العناصر فى كلا الواجهتين (والتى كانت شبه متطابقة)، مما أعطى المبنى وجودًا مميزًا فى حى الفندق المزدحم وسط المدينة الذى تم بناؤه فيه.
وفى وقت افتتاحه، كان الفندق مشغولا بالكامل بضيوف دائمين وعابرين، مع قائمة انتظار كبيرة، ويحتوى الفندق على غرف وشقق فردية هى (416 فى المجموع)، إلى جانب مكتبة وغرف استقبال فى كل طابق، وممشى على السطح وغرفة طعام خاصة، بالإضافة إلى مطعم منفصل مفتوح للجمهور، كما يتميز الفندق بوسائل الراحة المناسبة خصيصًا للنساء، مثل “متجر للأدوية، ومتجر للخياطة النسائية ومتجر للخبراء، ومانيكير وأخصائى تقويم العظام، وصالون لتلميع أحذية السيدات، وموقف لصحف”.
ولاحظت إحدى المقالات العديدة التى كُتبت عن الفندق، أنه كان يتردد على الفندق عادةً “المعلمون، وموظفو الكتب، والمختفون، والموسيقيون، والفنانون، والكتاب، والممرضون، والأطباء، وغيرهم من النساء المحترفات”، بالإضافة إلى استضافة النساء، كما استضاف الفندق أيضًا منظمات ذات أهمية للنساء، فى عام 1907، وكان الفندق مقرًا لمجلس انتربورن للنساء للاقتراع.
وفى عام 1920، تم شراء الفندق من قبل شركة مارثا واشنطن، مما أعطى الفندق الاسم الذى سيُعرف به، وعلى مر السنين، استضاف الفندق عددًا من النساء المشهورات، بما فى ذلك الشاعرة سارة تيسدال، والممثلة لويز بروكس، ولويز إى ديو، وهى كاتبة ومحاضرة قامت بتحرير منشور عالم السيدات، وعلى الرغم من التغييرات فى المواقف المجتمعية والحركة النسوية، واصل الفندق خدمة النساء فقط حتى عام 1998.
فى السنوات الأخيرة، مرّ عدد من المالكين المختلفين وتغييرات الأسماء: أصبح فندقThirty Thirty (2003) ، وفندقHotel Lola (2011) ، وفندق King & Grove New York (2013)، لكن بروح التاريخ، أصبح مرة أخرى يعرف الفندق باسم فندق مارثا واشنطن، فى عام 2014.
وفى عام 2015، تم شراء الفندق من قبل مجموعة CIMمقابل 158 مليون دولار، وتم تغيير اسمه إلى فندق Redbury New York الفاخر فى عام 2016، ويقول التقرير “نظرًا لمصير العديد من الفنادق السابقة التى هدمت، فإننا محظوظون لأن هذا الفندق الرائع والتاريخى لا يزال قائمًا، وإن كان يخدم الآن زبائن مختلفين جدًا فى مدينة مختلفة تمامًا فى مدينة نيويورك”.