تساءلت صحيفة الغارديان في تقرير لها عما إذا كانت حقيقة أن كامالا هاريس امرأة ـ وهي حقيقة مهمة ـ قد تؤدي إلى ميل كفة الانتخابات الأمريكية المتأرجحة لصالح دونالد ترامب.
وشهدت هاريس، التي بدأت حملتها الانتخابية بشكل مثير، تراجعًا في شعبيتها وفق استطلاعات الرأي، وهناك مخاوف من أن يؤدي التحيز الجنسي إلى دفع الأصوات لصالح المرشح الجمهوري ترامب.
وبحسب التقرير، تزداد مخاوف الديمقراطيين مع اقتراب الحملة الانتخابية من أسبوعيها الأخيرين، إذ تتوقع استطلاعات الرأي تصاعد حدة المنافسة على المستوى الوطني.
وبينما يبدو أن ترامب يتقدم في بعض الولايات التي تمثل ساحة معركة انتخابية رئيسية، يُعتقد أن “كراهية النساء”، التي قد تكون خفية وخبيثة، قد تلعب دورًا حاسمًا في حسم النتائج.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب يتجنب المواجهة المباشرة مع هاريس فيما يتعلق بجنسها، بل يلجأ إلى السخرية والحفر غير المباشر، إذ يكرر الرئيس السابق حديثه عن الحاجة إلى “القوة” في قيادة البلاد والتصدي لأعداء أمريكا؛ وهو مفهوم يبدو أنه يستخدمه كبديل لكلمة “ذكر” أو “رجولي”.
ومن الممكن تفسير الانتخابات على أنها منافسة بين “قوة” ترامب و”فرحة” هاريس، أو بتعبير أبسط، بين الرجل والمرأة.
وتُظهر استطلاعات الرأي هذا الانقسام القديم بين الجنسين؛ حيث يميل الرجال أكثر إلى دعم ترامب، في حين تُظهر النساء تأييدًا لهاريس.
وفي استطلاع أجرته “نيويورك تايمز” و”سيينا” أظهر أن هاريس تتفوق بفارق 16 نقطة على ترامب بين الناخبات، كما أعطت إن بي سي لها تقدمًا بـ14 نقطة مع النساء. في المقابل، يتقدم ترامب بفارق يصل إلى 16 نقطة بين الرجال.
وبينما قد يؤثر جنس هاريس على الناخبين بشكل ضمني أو يعزز مواقفهم، كشفت الاستطلاعات عن أن فئتين رئيسيتين من الناخبين، وهما السود واللاتينيون، يظهرون دعمًا أقل لهاريس مقارنة بالدعم الذي قدموه لجو بايدن في العام 2020.
ويعود هذا الانخفاض جزئيًا إلى مواقف الشباب من الذكور اللاتينيين الذين لم يكملوا تعليمهم الجامعي.
وخلال حديثه في ولاية بنسلفانيا المهمة، عبّر الرئيس السابق باراك أوباما عن غضبه تجاه “إخوته” السود لأنهم وجدوا “كل الأعذار” لعدم دعم امرأة.
كما سلط التقرير الضوء على أن هاريس تواجه انتقادات لكونها غامضة في بعض القضايا الرئيسية، مثل السياسة الخارجية والصراعات في الشرق الأوسط، ولفتت الصحيفة إلى أن بعض النقاد يرون أنها “لا تبدو رئاسية”، وهو تعبير يتضمن إشارة إلى مفهوم “الرجولة”.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن هاريس لم تحدد رؤيتها بوضوح لأمريكا بعد.
ومن جهة أخرى، اعتبر الناقد المحافظ بريت ستيفنز أن هاريس تقدم انطباعًا بأنها تحاول إخفاء آرائها الحقيقية أو أنها لا تمتلك بالفعل آراء قوية، وأنها لم تقدم حتى الآن خطة واضحة لما ستفعله إذا أصبحت رئيسة.
وتظل المخاوف قائمة من أن التحيز الجنسي غير المعلن والمتجذر في نفوس ما يسمى بـ”الأغلبية الصامتة” في أمريكا، إلى جانب شوفينية بعض الناخبين من الأقليات الذكور، قد يتحد مع نظام المجمع الانتخابي، الذي يعتبره البعض غير عادل وقديم الطراز، ليؤدي في النهاية إلى إلحاق الهزيمة بحملة هاريس الشجاعة.
وتختتم الصحيفة بالإشارة إلى أن هاريس لا يمكنها الفوز بمفردها. وإذا كانت تأمل في الانتصار، فإن نساء أمريكا يجب أن يرتقين إلى مستوى التحدي ويدعمنها بكل قوة.