مع توفر العديد من وسائل التسلية والترفيه في عصرنا الحالي، لم يعد الشعور بالملل سائداً كما في الماضي، ولكن الباحثين يعتقدون أن هذا الشعور مفيد للصحة النفسية والعقلية على حد سواء.
البروفيسور نيل بيربومر، المدير المشارك لمعهد البيولوجيا العصبية السلوكية في جامعة توبينغن بألمانيا، درس أساليب عمل الدماغ البشري لما يقرب من 50 عاماً، وتوصل إلى نتيجة مفادها أن من الضروري تفريغ أدمغتنا من التفكير من وقت لآخر.
ويعتقد بيربومر أن التوقف عن التفكير يحمل العديد من الفوائد الصحية، العقلية والجسدية، وهو أفضل علاج للتوتر، ويساعد على تعزيز جهاز المناعة، وزيادة الشعور بالراحة، والوقاية من الاكتئاب.
وفي الواقع، يمتلك الدماغ “آلية فراغ” يحب تشغيلها بشكل متكرر خلال اليوم – ما يسمى “حالة الشفق”- حيث تكون المحفزات الخارجية محدودة، وتتبع موجات الدماغ نمطاً مشابهاً لما يحدث بين الاستيقاظ والنوم، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وعندما ننطلق في رحلة بالقطار أو في القارب، فإن الأمر يتعلق بالكثير من الإيقاع: صعود وهبوط الأمواج أو المسارات، ويتضمن التأمل عادة عنصراً إيقاعياً، مثل التنفس المقاس أو ترديد عبارة معينة.
وأي شيء يحتوي على عنصر إيقاعي معتدل (من الناحية الفنية، بمعدل 4 إلى 12 هيرتز)، مثل ترديد هتاف مع حشد، أو التجذيف في زورق، أو حتى كي الملابس، يمكن أن يحقق هذا الفراغ المطلوب.
وفي جميع هذه الأنشطة، تصبح مناطق واسعة من الدماغ متزامنة مع الخلايا العصبية في خطوات متناغمة عبر مسافات كبيرة.
وهذا يعني أن أنماط التذبذب مركبة على بعضها البعض، مما يعززها. وكلما كان الإيقاع المتقارب أكثر بطئاً، كلما ازدادت درجة اليقظة والوعي في الخلفية، وحتى الأطفال حديثي الولادة لديهم الاستعداد للعثور على إيقاع منتظم مهدىء.