تونس – في تطور جديد لقضية القواعد العسكرية الأجنبية على الأراضي التونسية، نفى وزير الدفاع التونسي، عماد مميش، بشكل قاطع وجود أي قواعد عسكرية أجنبية في البلاد. جاء هذا التصريح رداً على سؤال برلماني خلال جلسة مساءلة في البرلمان الأسبوع الماضي، حيث أكد مميش على سيادة تونس وحرص الرئيس قيس سعيد على عدم التفاعل مع الشائعات.
هذه ليست المرة الأولى التي يثار فيها الجدل حول هذا الموضوع، حيث سبق وأن تم تداول معلومات في أوساط تونسية حول قرائن تثبت وجود قاعدة عسكرية أمريكية، دون الكشف عن أدلة محددة. وقد استندت بعض التكهنات إلى اتفاقية التعاون الموقعة في 2015 بين محسن مرزوق، المستشار السابق للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، والتي اعتبرها البعض تمهيدًا لإقامة قواعد عسكرية.
من جهته، أكد الدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي وجود قاعدة عسكرية أمريكية في تونس، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تسعى من خلالها لفرض وصايتها على البلاد. وأضاف العبيدي أن الجدل حول هذه القاعدة يعود إلى عدم الكشف عن فحوى الاتفاقية الموقعة بين مرزوق وكيري، مؤكداً أن القاعدة لا تحمل بالضرورة علماً أمريكياً ويمكن أن تكون تونسية تحت القيادة الأمريكية.
في المقابل، نفى العميد المتقاعد من الجيش الوطني والرئيس السابق للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، مختار بن نصر، وجود أي قواعد عسكرية أجنبية في تونس، معتبراً أن مثل هذه القواعد لا يمكن إخفاؤها. وأكد بن نصر أن تونس وقعت اتفاقيات تعاون عسكري مع عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة، وأن هذه الاتفاقات تعرض على البرلمان ويتم إعلام الشعب بها.
الخبير الأمني والضابط السابق في الحرس الوطني، علي الزرمديني، أكد أيضاً أن تونس تحتل موقعاً استراتيجياً هاماً وتتمتع بسيادة وطنية كاملة، مشيراً إلى أن أي محاولة لإقامة قواعد عسكرية أجنبية ستواجه برفض شعبي قاطع.