آمال أحمد- نيويورك نيوز
عسر القراءة أو الدسلكسيا، هو اضطراب تعلمي، إذ يجد الطفل صعوبة في القراءة والهجاء، وغالبا ما تكون حالة عصبية وترجع إلى العوامل الجينية، ويتزامن معه ظهور مجموعة من الأعراض، منها صعوبة التعرف على الكلمات وتهجئتها وفهم معانيها، وصعوبة تعلم مهارات القراءة والكتابة.
يعاني حوالي 10٪ من الأمريكيين من بعض أعراض عسر القراءة، مثل القراءة البطيئة أو التهجئة الخاطئة وخلط الكلمات، كما يعاني البالغين أيضًا من اضطراب التعلم، وتشير الدراسات إلى أن هناك من يوفقوا إلى التشخيص في وقت مبكر، بينما يظل الآخرون يعانون من عسر القراءة إلى أن يتقدموا في العمر.
ما هي أسباب الدسلكسيا؟
تمكنت بعض الدراسات، عن طريق تصوير الدماغ؛ لتحديد الاختلافات في طريقة تطور دماغ المريض، من الربط بين المرض، وصعوبة التعرف على أصوات النطق المنفصلة لكل كلمة، كذلك يصعب نطق الحروف والتعرف عليها بسهولة، وهي العامل الرئيسي في حدوث هذه المشكلة.
بالنسبة للأطفال الذين يعانون من عسر القراءة ، فإن الدماغ يواجه صعوبة في ربط الحروف بالأصوات الصحيحة لها، ومن ثم يصعب عليهم مزج هذه الأصوات في الكلمات، مثالا تقرا كلمة “قطة” على أنها “tac“.
ما هي أعراض الدسلكسيا؟
عادة ما تبدأ الاصابة بهذا المرض، في المراحل المبكرة من العمر، في مرحلة الطفولة تحديدا، ومن أعراضها صعوبة القراءة، بغض النظر عن مستوى ذكاء الطفل أو طريقة تعليمه، إضافة إلى تأخر النطق والكلام، فنجد الطفل لا يتحدث بالشكل المطلوب، أو يخطئ في نطق الكلمات، ولا يستطيع التمييز بين الأصوات المختلفة للكلمات.
فضلا عن التأخر في تعلم الأنشطة المختلفة، فنجد الطفل يحبو ويمشي، ويركب الدراجة في سن متأخر مقارنة بالأطفال الأخرين، بجانب التباطؤ في تعلم البيانات، وتلقي المعلومات في المدرسة، فيأخذ الطفل وقتا طويلا حتى يتمكن من معرفة ونطق الحروف الأبجدية، ولا يعلم الفرق بين أيام الأسبوع، ولا يحفظ جدول الضرب. ولا يستطيع التميز بين الألوان والشهور.
علاوة على، عدم التفرقة بين اليمين واليسار، وعكس الحروف والأرقام دون ادراك أو وعي بترتيبها، لا سيما في الكلمات المركبة التي تحتوي على مقطعين.
الأثار المترتبة على عسر القراءة
يعتمد تأثير عسر القراءة، على شدة الحالة المرضية وفعالية التدريس، فبعض الأطفال المصابون بعسر القراءة، يتمكنون من تعلم القراءة والهجاء، بشرط إرشادهم بالشكل الصحيح، لكن مع تعلم أكثر من لغة، والالمام بقواعدها وكثرة المواد الدراسية، قد تتفاقم المشكلة وتصبح أكثر تعقيدا.
كذلك يعاني الطفل من اهتزاز صورته الذاتية، ما يفقده ثقته بنفسه، ويجعله يشعر بأنه أقل ذكاءً وقدرة مقارنة بزملائه، ما يجعله عرضة للتوتر والقلق.
علاج الدسلكسيا
بالطبع سيؤثر التشخيص المبكر على سرعة العلاج والتعافي، وسرعة تقديم العلاج المناسب والرعاية اللازمة، وكلها عوامل تؤدي إلى الشفاء على المدى الطويل، ولا ننسى الاختبار النفسي، لمعرفة مدى التأثر النفسي للطفل، لتحديد معايير التوجيه والدعم والتقييم المستمر حتى الشفاء.