وكالات/أسوشيتدبرس/الحرة
ستعتمد السلطات الصحية الأميركية بشكل كبير على محلات البقالة والصيدليات لتوزيع أولى الدفعات من اللقاحات ضد فيروس كورونا، وستبدأ العملية بمجرد الموافقة عليها، وهو أمر متوقع في ديسمبر المقبل، لكن مسألة التوزيع ستواجه أيضا عدة تحديات.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، ستقوم “المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها” التابعة لوزارة الصحة بتوزيع اللقاحات عن طريق مراكزها.
واتفقت وزارة الصحة مع العشرات من سلاسل محلات البقالة والصيدليات لتزويد زبائنها بهذه اللقاحات بمجرد الموافقة على التطعيمات من قبل إدارة الغذاء والدواء ( أف دي إيه).
ومن أبرز جهات التوزيع، التي اتفقت معها وزارة الصحة، محلات “كروغر” و”ألبرتسونز” وصيدليات “سي في أس”، والتي تعد جزءا من عملية “Warp Speed” لتوزيع اللقاحات، ضمن قائمة تضم أيضا شركات أدوية وموزعين ووكالات فيدرالية.
ويرى أصحاب هذه المحلات والصيدليات أنهم في وضع جيد لتوفير اللقاحات لأنها تقع بالقرب من مناطق سكنية وتقدم صيدلياتها بانتظام اللقاحات الدورية ضد فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا.
وتقوم محلات البقالة في الوقت الحالي بتوفير المجمدات ومقاييس الحرارة وغيرها من المعدات الطبية لإدارة هذه العملية، وتتولى كذلك تدريب الموظفين وإنشاء خدمات إلكترونية لجدولة مواعيد الزبائن لتلقي اللقاحات.
متاجر K-VA-T التي لديها أكثر من 100 صيدلية تعمل في جنوب الولايات المتحدة، على سبيل المثال، اشترت 30 مجمدا طبيا بسعر 500 دولار للواحد لتخزين اللقاحات، واشترت أيضا أجهزة لمراقبة درجات حرارة المجمدات، وعشرات الحاويات التي يمكنها تخزين الحقن المستعملة.
وبرز بشكل كبير دور محلات البقالة والصيدليات، مع بداية الجائحة، لتوفير فحوصات الفيروس، بعد أن قامت لعدة سنوات بتوفير لقاحات ضد الإنفلونزا.
ورغم أن السلطات الصحية الأميركية وعدت بتوفير اللقاحات في كل المناطق بشكل متزامن، إلا أنه ستكون هناك معوقات في المناطق الريفية الفقيرة، بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست.
وما يزيد الأمر سوءا أن سكان هذه الأماكن معرضون بشكل خاص للفيروس “بسبب حالتهم الصحية وعدم الاستقرار الوظيفي لعديدين في قطاعات منخفضة الأجور”.
ومن بين المعوقات أيضا أن هذه الأماكن تعاني نقصا في عدد العاملين في العيادات الطبية فضلا عن الضغط الذي تتعرض له الصيدليات فيها.
ويرى البعض أن عملية توزيع اللقاحات ستكون أصعب من حملات الفحوصات التي كانت تتم في مواقف السيارات لمتاجر البقالة والصيدليات. جون ماكجينيس، عضو اللجنة الاستشارية لولاية آلاباما الخاصة بتوزيع اللقاحات اعتبر أنها تشبه “حملة عسكرية”.
وما يزيد التوزيع تعقيدا، مسألة التخزين في أجواء شديدة البرودة، وهي تعتبر مشكلة في المناطق الريفية التي “لا توجد بها مستشفيات كبيرة”.
من المتوقع أن تركز المرحلة الأولى من التوزيع على العاملين في مراكز الرعاية الصحية والأشخاص الأكثر عرضة للخطر.
لكن الجرعات لن تكفي جميع العاملين الصحيين في بعض المناطق الريفية، لذلك ستكون هناك حاجة لإعطاء أولويات، فداخل المستشفى الواحد، قد تكون هناك درجات مختلفة من المخاطر، مثل العاملين في وحدة العناية المركزة و مراكز التنفس الصناعي الذين يتعرضون للخطر أكثر من غيرهم.
والآمال معلقة في الوقت الحالي على لقاحي “فايزر” وشريكتها “بايونتيك”، وكذلك لقاح شركة “موديرنا”.
وقدمت “فايزر” وشريكتها نتائج المرحلة الثالثة من التجارب، التي تظهر فعالية لقاحهما بنسبة 95 في المئة لدى المشاركين، بينما أعلنت “موديرنا”، أن لقاحها فعال بنسبة 94.5 في المئة.
وقالت شركة “أسترازينيكا”، الأسبوع الماضي، إن التجارب النهائية للقاح أكسفورد كانت “فعالة للغاية” في الوقاية من الفيروس، والذي حال دون إصابة 70 في المئة من الأشخاص من التقاط عدوى كورونا في حال إعطائهم جرعتين، وترتفع إلى 90 في المئة إذا ما تم إعطاء الأشخاص نصف جرعة متبوعة بجرعة كاملة.
يوجد حاليا 48 لقاحا في مرحلة التجارب السريرية على البشر، لكن 11 منها فقط دخلت المرحلة الثالثة والأخيرة قبل الحصول على موافقة السلطات، وفق منظمة الصحة العالمية.