في مأساة إنسانية جديدة، لقي أربعة مصريين مصرعهم، بينهم طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات، وفُقد ثلاثة آخرين، إثر غرق قارب كان يقل 17 مهاجراً أثناء محاولتهم الوصول إلى الولايات المتحدة عبر طريق غير شرعي. وقع الحادث قرب جزيرة كورن على الساحل الكاريبي لنيكاراغوا، حيث تم دفن الضحايا في مقبرة جماعية على الجزيرة بعد فشل جهود إنقاذهم.
قصة المصريين الذين فقدوا حياتهم أثناء الهجرة
كشفت مصادر محلية أن المصريين الذين لقوا مصرعهم في الحادث كانوا من قرية في مركز سمالوط بمحافظة المنيا، وكانوا في طريقهم للالتحاق بأزواجهم الذين سبقوهم إلى الولايات المتحدة. انطلقت رحلتهم في سبتمبر الماضي، حيث سافروا عبر عدة دول في أمريكا اللاتينية في محاولة للوصول إلى الحدود الأمريكية قبل تنصيب الرئيس دونالد ترامب، خوفًا من أن تؤدي سياساته إلى تشديد إجراءات الهجرة ومنعهم من دخول البلاد. لكن رحلتهم الطويلة والمحفوفة بالمخاطر انتهت بهذه المأساة.
تفاصيل الحادث
بحسب الجيش النيكاراغوي، فقد أبحر القارب المعروف باسم “OCEAN MASTER II” صباح 5 فبراير 2025 من جزيرة سان أندريس الكولومبية، وكان يحمل 17 مهاجراً من جنسيات مختلفة، بينهم مصريون، هنود، إيرانيون، وفيتناميون، لكن القارب انقلب على بعد حوالي كيلومترين من سواحل نيكاراغوا بسبب سوء الأحوال الجوية وارتفاع الأمواج.
وتمكنت فرق الإنقاذ من انتشال 9 أشخاص أحياء، بينما لقي 5 أشخاص مصرعهم، ولا يزال 3 آخرون في عداد المفقودين.
المصريون في الحادث
المصريون الناجون من الغرق
تم إنقاذ ثلاثة مصريين ونقلهم إلى مستشفى إثيل كاندلر في جزيرة كورن، وهم:
1. بيتر إسحاق عيسى توسا، 24 عامًا.
2. مريم عامر فارس، 26 عامًا.
3. نادية بشرى إسكندر، 25 عامًا.
المصريون الذين لقوا حتفهم
لقي أربعة مصريين مصرعهم في الحادث، وتم دفنهم في مقبرة جماعية على الجزيرة، وهم:
1. مرثا شحاتة، 30 عامًا.
2. ميرنا رافائيل عزب لبيب، 27 عامًا.
3. فاريان مجدي ، 6 سنوات (طفلة).
4. مصري آخر لم يُحدد اسمه بعد.
هل المفقودون مصريون أيضًا؟
هناك معلومات غير مؤكدة تشير إلى أن المفقودين الثلاثة مصريون بينهم طفلان توأم ، لكن لم يتم التحقق رسميًا من هذه التفاصيل بعد، وتواصل فرق البحث والإنقاذ جهودها للعثور عليهم.
عمليات البحث والدفن
بعد غرق القارب، أطلقت السلطات النيكاراغوية عملية إنقاذ واسعة بمشاركة القوات البحرية، الصيادين المحليين، والغواصين، حيث تم العثور على بعض الناجين وانتشال الجثث.
وبسبب الظروف المحلية والإمكانات المحدودة، تم دفن الضحايا في مقبرة جماعية بجزيرة كورن بعد مراسم دينية حضرها السكان المحليون والسلطات النيكاراغوية.
لماذا يخاطر المهاجرون رغم تشديد القيود الأمريكية؟
يأتي هذا الحادث وسط تشديد كبير في سياسات الهجرة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، الذي فرض قيودًا صارمة على اللجوء والهجرة غير الشرعية، بما في ذلك تشديد الرقابة على الحدود مع المكسيك لمنع تدفق المهاجرين، وإلغاء برامج الحماية المؤقتة التي كانت تمنح بعض المهاجرين فرصة للبقاء في الولايات المتحدة، وإبرام اتفاقيات مع دول أمريكا الوسطى لمنع المهاجرين من التقدم بطلبات لجوء داخل الولايات المتحدة.
ورغم هذه السياسات، يواصل آلاف المهاجرين المخاطرة بحياتهم للوصول إلى الولايات المتحدة، مدفوعين بعوامل عدة، منها، تدهور الأوضاع الاقتصادية في بلدانهم وانعدام الفرص، وغياب البدائل القانونية للهجرة، ما يدفعهم للبحث عن طرق غير نظامية، فضلًا عن استغلال شبكات التهريب لحاجتهم، حيث يتم إقناعهم بأن هناك مسارات آمنة.
حادثة غرق المهاجرين قبالة سواحل نيكاراغوا تعكس الواقع المأساوي الذي يواجهه المهاجرون في رحلاتهم المحفوفة بالمخاطر. المصريون الذين قضوا في هذا الحادث لم يكونوا سوى عائلات تسابق الزمن للالتحاق بأزواجهم في الولايات المتحدة، لكنهم وقعوا ضحايا للسياسات المعقدة والظروف القاسية التي تحكم الهجرة غير الشرعية.
وبينما لا تزال أسر الضحايا تنتظر معرفة مصير المفقودين، يبقى السؤال: إلى متى ستستمر هذه المآسي، وهل من حلول حقيقية تعالج جذور المشكلة بدلاً من الاكتفاء بمواجهة نتائجها؟