في قصة تجسد الحلم الأمريكي للكثيرين، تحولت حياة مايكل غارسيا جونيور، أحد سكان بروكلين، رأسًا على عقب بعد فوزه بالجائزة الكبرى البالغة 3 ملايين دولار من بطاقة يانصيب خدش (scratch-off). تم شراء البطاقة الرابحة من متجر “6th Avenue Mini Market” الصغير في حي صن ست بارك، وهو حي معروف بتنوعه السكاني ويضم جالية كبيرة من المهاجرين. هذا الفوز لا يسلط الضوء فقط على الحظ السعيد، بل يكشف أيضًا عن آليات عمل نظام اليانصيب في نيويورك، بما في ذلك الضرائب ودوره في تمويل التعليم.
فاز غارسيا بالجائزة الكبرى في لعبة “Electric 10X”، التي تبلغ تكلفة بطاقتها 10 دولارات. وعلى الرغم من أن احتمالات الفوز بهذه الجائزة تبلغ 1 من كل 3.94 مليون، إلا أن الحظ ابتسم لغارسيا. ومع ذلك، فإن المبلغ الذي سيحصل عليه ليس 3 ملايين دولار بالكامل، وهو أمر مهم يجب على المشاركين في اليانصيب فهمه.
شرح السياق: الضرائب وخيارات الدفع في اليانصيب
في الولايات المتحدة، تعتبر أرباح اليانصيب دخلاً خاضعًا للضريبة. يتعين على الفائزين دفع ضرائب فيدرالية وضرائب على مستوى الولاية، وأحيانًا على مستوى المدينة. لهذا السبب، فإن المبلغ المعلن عنه (الجائزة الكبرى) يختلف عن المبلغ الفعلي الذي يتسلمه الفائز. بالإضافة إلى ذلك، يُمنح الفائزون عادةً خيارين لاستلام أموالهم: إما على شكل “مبلغ مقطوع” (lump sum)، وهو مبلغ أقل من الجائزة الكبرى يتم دفعه مرة واحدة، أو على شكل “أقساط سنوية” (annuity)، حيث يتم دفع المبلغ الكامل على مدى سنوات عديدة (عادة 20-30 سنة).
اختار السيد غارسيا خيار المبلغ المقطوع، وبعد خصم الضرائب المطلوبة، بلغ صافي المبلغ الذي حصل عليه 1,573,460 دولارًا. هذا يوضح أن ما يقرب من نصف قيمة الجائزة الكبرى يذهب للضرائب عند اختيار الدفع الفوري. هذا النظام يختلف عن العديد من البلدان التي تكون فيها جوائز اليانصيب معفاة من الضرائب.
يانصيب نيويورك ودعم التعليم
تدير اليانصيب في الولايات المتحدة كل ولاية على حدة، وليس الحكومة الفيدرالية. وتخصص كل ولاية جزءًا من عائدات اليانصيب لتمويل خدمات عامة محددة. في نيويورك، يذهب جزء كبير من هذه الأموال لدعم التعليم العام. وفقًا لـ “يانصيب نيويورك”، حققت ألعاب الخدش وحدها مبيعات بلغت أكثر من 4.3 مليار دولار في السنة المالية 2023-2024. ونتيجة لذلك، تلقت المناطق التعليمية في أحياء نيويورك الخمسة ما يقرب من 1.2 مليار دولار كمعونة لدعم المدارس خلال نفس الفترة. هذا يعني أن كل بطاقة يانصيب يتم شراؤها، سواء كانت رابحة أم لا، تساهم بشكل غير مباشر في تمويل المدارس العامة التي يرتادها أطفال المدينة، بمن فيهم أبناء الجاليات المهاجرة. يبدو أن الحظ كان حليفًا لجنوب بروكلين مؤخرًا، حيث تم بيع العديد من تذاكر اليانصيب الرابحة بجوائز كبيرة في المنطقة خلال الشهر الماضي.