منيرة الجمل
في العاشر من يونيو الماضي، صعد أنس صالح (24 عامًا) إلى إحدى عربات مترو الأنفاق في محطة يونيون سكوير بمانهاتن، وصرخ: “ارفع يدك إذا كنت صهيونيًا. هذه فرصتك للخروج”، مما أثار الذعر بين الركاب. وقع الحادث وسط احتجاجات شهدت شعارات مناهضة لإسرائيل، من بينها لافتات كتب عليها “عاش السابع من أكتوبر”، وهتافات وصفها البعض بأنها تمجيد لهتلر.
وأثار الحادث استياءً واسعًا، بما في ذلك من عمدة نيويورك إريك آدامز، الذي شدد على أن “تهديد سكان نيويورك بناءً على معتقداتهم أمر غير قانوني ولن يتم التسامح معه”، مؤكدًا أن الشرطة ستلاحق المسؤولين عن مثل هذه الأفعال.
تخفيف التهم واستبدال العقوبة بخدمة مجتمعية
في البداية، وُجهت إلى صالح تهمتا الإكراه ومحاولة الإكراه، والتي كان من الممكن أن تؤدي إلى عقوبة تصل إلى عام في السجن، لكن القاضي أسقطهما لاحقًا لعدم كفاية الأدلة، وفقًا للادعاء العام. وفي قرار جديد، أعلنت النيابة العامة في مانهاتن، الأربعاء، إسقاط التهمة المتبقية وهي السلوك غير المنضبط، بشرط أن يكمل صالح أربع ساعات من الخدمة المجتمعية في منظمة يهودية، ويحضر دورة تدريبية لمكافحة التحيز.
وأوضحت النيابة أن القرار جاء بعد التشاور مع الشاهد المشتكي، والنظر في عدم وجود سجل إجرامي للمتهم، إلى جانب استكماله برنامجًا فرضه عليه صاحب العمل.
انتقادات لقرار المحكمة
أثار تخفيف العقوبة انتقادات من منظمات يهودية، حيث اعتبرت ليؤورا ريز، مؤسسة منظمة StopAntisemitism، أن العقوبة “غير كافية”، قائلة: “أربع ساعات فقط من الخدمة المجتمعية ودورة تدريبية؟ هذا ليس عدلًا، بل عار”.
كما انتقدت مبادرة الأمن المجتمعي، المعنية بحماية المؤسسات اليهودية في نيويورك، القوانين الحالية لجرائم الكراهية، معتبرة أن سلوك صالح تجاوز حدود حرية التعبير، وطالبت بتحديث التشريعات لضمان محاسبة الجناة في مثل هذه القضايا.
مكان تنفيذ الخدمة المجتمعية
بموجب الاتفاق، سيؤدي صالح خدمته المجتمعية في منظمة بيت سيمشات توراه، وهي مجموعة يهودية مؤيدة للمثليين، كجزء من تسوية القضية، ما أثار المزيد من الجدل حول مدى تناسب العقوبة مع طبيعة الحادث.